«تعزيز» تطلق فعاليات توعوية وتثقيفية لمنسوبي الجامعة .. الثلاثاء

بالتزامن مع اليوم العالمي للصحة النفسية
«الصحة النفسية في مجالات العمل ودوائره» شعار اليوم العالمي للصحة النفسية هذا العام
تبدأ الفعاليات بندوة «الصحة النفسية في دائرة العمل: نماذج وتجارب» صباح الثلاثاء

تنظم اللجنة الدائمة لتعزيز الصحة النفسية بجامعة الملك سعود «تعزيز» مجموعة من الفعاليات التثقيفية والتوعوية حول الصحة النفسية لجميع منسوبي الجامعة من طلبة وأعضاء هيئة تدريس وإداريين، وذلك يوم الثلاثاء المقبل 10 أكتوبر 2017م الموافق 20 محرم 1439 بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، وتشمل الأنشطة والفعاليات ندوة حول الصحة النفسية في دائرة العمل، ومعرض لبعض المطويات والنشرات وأحدث الإصدارات، إضافة لستاندات توعوية بغرض نشر الوعي بأهمية الصحة النفسية وكيفية التعامل مع الضغوط النفسية التي تسببها المتطلبات الإدارية والوظيفية والأكاديمية واختلاف البيئات التعليمية والمهنية وسوء التوافق المترتب على ذلك لدى بعض منسوبي الجامعة، وسوف يتم نشر الستاندات في بهو الطلاب والطالبات ثم تنتقل على شكل قافلة لعدد من الوحدات والأقسام الأكاديمية والإدارية في عدد من الكليات على مدار أسبوع.

 

فعاليات متنوعة

تبدأ الفعاليات بندوة بعنوان «الصحة النفسية في دوائر العمل: نماذج نظرية وتجارب عملية» يوم الثلاثاء الساعة 10:00 صباحاً بمبنى أ/7 للطلاب ومدرج 1 في مبنى 25 للطالبات، ويشارك بها الدكتور سلطان العويضه، والدكتور عبدالعزيز بن حسين، والدكتورة ربى عبدالمطلوب، كما سيتم تنظيم فعاليات أخرى تتمثل في معرض للمطويات والنشرات وستاندات توعوية بغرض نشر الوعي بأهمية الصحة النفسية وكيفية التعامل مع الضغوط النفسية التي تسببها المتطلبات الإدارية والوظيفية والأكاديمية واختلاف البيئات التعليمية والمهنية وسوء التوافق المترتب على ذلك لدى بعض منسوبي الجامعة. صرح بذلك رئيس اللجنة الدائمة لتعزيز الصحة النفسية بجامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالله الدليم.

 

 

ندوة علمية وقافلة توعوية

وأشار د. الدليم إلى أن العالم يحتفل في مثل هذا التاريخ من كل عام باليوم العالمي للصحة النفسية بغرض تسليط الأضواء على أهمية هذا المجال الصحي وحيويته، وقد تم اختيار شعار لهذا اليوم يتمثل في موضوع «الصحة النفسية في مجلات العمل ودوائره» ومن هنا تقوم اللجنة الدائمة (تعزيز) بتنظيم ندوة بعنوان «الصحة النفسية في دائرة العمل: نماذج نظرية وتجارب عملية» صباح الثلاثاء، انطلاقا من قناعتها بأهمية استثمار مثل هذه المناسبات للتوعية والتثقيف والتعريف بجوانب مهمة في الصحة النفسية للافراد.

وقال: لقد قررنا في «تعزيز» ألا يقتصر احتفاؤنا بالمناسبة على يوم العاشر من أكتوبر بل ستتواصل الفعاليات في شكل معرض متنقل أطلقنا عليه (قافلة تعزيز) حيث سيتم عرض المواد التوعوية والتثقيفية في أكثر من قسم وكلية ووحدة إدارية بالجامعة.

 

 

الضغوط الوظيفية

وحول الأساليب والطرق العلاجية التي تستخدم مع من يعاني من ضغوط نفسية في عمله أو وظيفته، أوضح الدكتور أحمد الهادي من قسم الطب النفسي ورئيس كرسي الصحة النفسية بالجامعة وعضو اللجنة الدائمة لتعزيز الصحة النفسية، أن الاضطرابات النفسية الناشئة من ضغوط العمل تتنوع باختلاف الأعراض والشدة، بعضها يحتاج لعلاج بالأدوية النفسية وبعضها بجلسات العلاج النفسي (غير الدوائي) وبعضها بالاثنين معاً حسب تشخيص الاضطراب ونوع الأعراض وشدتها.

وأضاف: هناك معلومات غير صحيحة لدى العامة عن الأدوية النفسية مثل أنها تسبب الإدمان أو أنها خطيرة جدا، والصحيح أنها مثل باقي الأدوية الطبية، لها أعراض جانبية أغلبها بسيطة وهناك عدد قليل جدا من الأدوية النفسية التي لها أعراض جانبية خطيرة، هناك ما يزيد عن ٣٠٠ دواء نفسي، تقريبا عشرة أدوية نفسية فقط يمكن أن تسبب الإدمان إذا تم استخدامها لفترة تزيد عن الشهر وهذه أدوية مقيدة بضوابط دقيقة ويتم صرفها بوصفات طبية خاصة.

 

 

انعكاسات أسرية وبيئية

د. مجيدة محمد الناجم، أستاذ الخدمة الاجتماعية بقسم الدراسات الاجتماعية بكلية الآداب، عضو اللجنة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية بالجامعة، أكدت أن بيئة العمل تلعب دورا كبيرا في استقرار حياة الموظف سواءً في العمل أو حتى في حياته الأسرية، وقالت إن من أبرز المشكلات المرتبطة بالعمل ولها تأثير على الأسرة، الأمان الوظيفي: فلو كانت الوظيفة لا يتوفر فيها شرط الأمان الوظيفي فستسبب مشاكل مثل القلق؛ الخوف من المستقبل، عدم القدرة على التخطيط المستقبلي للأسرة مما ينعكس سلباً على الأسرة ويجعل هناك تخوف من المستقبل، أو حتى خلافات بين الزوجين.

ولفتت الانتباه إلى أن الدراسات المتعلقة بتأثير بيئة العمل على الحياة الأسرية في بيئتنا المحلية قليلة، لذا نحث المهتمين والمتخصصين على إجراء مزيد من الدراسات لتحديد هذه الآثار وانعكاساتها ومن ثم العمل على إيجاد الحلول المناسبة للتعامل معها ومواجهتها مما ينعكس على رفع كفاءة الموظف وإنتاجيته من جهة وتحسين واقع الأسرة السعودية من جهة أخرى بما يتوافق مع رؤية 2030 في الوصول لمجتمع حيوي بيئته عامرة بالتفاؤل وأفراده يشعرون بالسعادة.

 

 

العيادة النفسية

د. غادة السعد، استشاري العلاج النفسي بالعيادة النفسية بقسم الطب النفسي كلية الطب، وعضو اللجنة الدائمة، أكدت أن أعداداً كبيرة تراجع العيادات النفسية وتشتكي من صعوبات نفسية بسبب العمل وضغوطه، وقالت إن ضغوط العمل تتمثل في مجموعة عوامل نفسية تؤدي إلى سوء التكيف وعدم الاتزان الانفعالي فتتأثر بالتالي الصحة النفسية، والضغط النفسي في مجال العمل يؤدي إلى فشل تحقيق الصحة النفسية في الصعيد المهني لأن الصحة النفسية هي تحقيق التوازن النفسي والتكيف النفسي في جميع الأصعدة.

وأشارت إلى أن الضغط النفسي الذي مصدره العمل يسبب ظهور أعراض نفسجسدية مثل الأرق أو الإرهاق الشديد؛ قلق وتوتر عصبي أو كآبة، كسل وصعوبة في الاستيقاظ والذهاب للعمل، كما تختلف درجة الأعراض وشدتها بناء على السمات الشخصية لكل فرد والاستعداد للإصابة باضطراب نفسي.

وأكدت أن العلاج النفسي يركز على رفع مستوى الوعي بحاجات الفرد النفسية وتحقيق ذاته في مجال العمل وتحقيق الأساليب التوكيدية للذات وتحسين أساليب التواصل والمهارات الاجتماعية والتحكم الذاتي وضبط الانفعالات، وأشارت إلى أن التدخل والعلاج كلما كان مبكرا بمراجعة الوحدات النفسية المتخصصة كلما كانت نتائج الجلسات العلاجية أسرع وتحسنت حالة الموظف وتحسن مستوى الأداء والعطاء؛ علما أن هناك وحدات متعددة في الجامعة في كليات مثل الطب والتربية.

 

 

التأثير على الأداء

الدكتورة عفاف المحمدي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بقسم علم النفس وعضو اللجنة الدائمة، أكدت أن الأستاذ في الجامعة والمعلم في التعليم العام هو إحدى الركائز الأساسية في العملية التعليمية، وهو عرضة للصعوبات النفسية التي قد تتراكم وتتحول إلى ضغوط نفسية وتؤثر على أدائه التدريسي ومعاملته لطلابه، وقد تكون هذه الضغوط بسبب كثرة الأعباء التدريسية أو الأعمال الإدارية أو الصراعات في بيئة العمل أو نقص الحوافز المعنوية والمادية خاصة مع كثرة المسؤوليات والمهام وغيرها.

وأضافت: تظهر الضغوط النفسية على هيئة أعراض عصبية وسرعة انفعال وتشتت في الذهن وانشغال في التفكير وعدم تقبل الحوار أو النقاش مع الزملاء أو مع الطلاب، أيضا قد تزيد من درجة إحباطه وسلبيته في عمله وقد يصيبه الملل والكلل و السآمة أو ما يسمى بالاحتراق النفسي. كما قد تؤدي الضغوط النفسية لدى المعلم الى الإنهاك والإجهاد النفسي وانخفاض الدافعية للتدريس والعزوف عن القيام أو المشاركة بالأنشطة الصفية أو اللاصفية؛ مما ينعكس سلباً على أداء الطلاب وانخفاض تحصيلهم، و بالتالي قد يؤثر ذلك على الجو العام للمدرسة أو المنشأة التعليمية.

 

 

حوافز معنوية

وحول أهمية بيئة العمل للموظف من الناحية النفسية، أوضحت الدكتورة نورة أبانمي وكيلة عميد شؤون الطلاب وعضو اللجنة الدائمة لتعزيز الصحة النفسية، أن الفرد يمكن أن يقل عطاؤه وإنتاجيته إذا لم يجد الأرض الخصبة التي يبدع فيها، فقد يمتلك الفرد منا مهارات مهنية عالية في مجال عمله بينما يحبطها المحبطون الذين لا يشجعون زملاءهم ولا تهمهم مصلحة العمل في دائرتهم، وهذا أسوأ عائق من معوقات نجاح سير العمل، فالفرد يحتاج دائماً لحوافز معنوية – على الأقل - تزيد من ثقته بنفسه وتخلق مشاعر إيجابية كالفرح  والتفاؤل ومتعة الإنجاز ونشوة المجهود المبدع. 

وقالت: كلما أحسن القائد احتواء موظفيه كلما زاد التلاحم بينهم فالصباحات الجميلة لها وقع السحر في نفوس الأسوياء، والقيادة مهارة يجب أن يتقنها كل مدير واستغلال الطاقات والمهارات الشخصية عندما يلاحظها على موظفيه ووضع الأشخاص المناسبين في الأماكن المناسبة لهم وتعويد النفس على الإصغاء الجيّد والامتناع عن المقاطعة والحرص على إظهار الاحترام وتنظيم الوقت، هي من أهمّ الخطوات الواجب اتباعها للوصول إلى بيئة عمل أفضل وأكثر راحة نفسية وأقل شكوى وتذمر.

كما أن القائد أو المدير الذي يشرك موظفيه ببعض القرارات ينشئ فريق عمل متعاون وبيئة عمل راقية تزيد من دافعية المرؤوسين وتجعلهم يتفانون في عطائهم ويتنافسون بروح مهنية شريفة وتوجهات صحية نفسية سليمة بعيدا عن الشحناء والضغوط والتوترات والاحتراق النفسي والملل والسآمة، فجمال الأشياء وتميزها ينبع من داخلها. 

*************

بوووووكس

 

اللجنة الدائمة لتعزيز الصحة النفسية «تعزيز»

قدمت اللجنة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية عام 1436هـ طلباً بإنشاء مجموعة خاصة بتعزيز الصحة النفسية في أوساط منسوبي الجامعة من طلاب وأعضاء هيئة تدريس وإداريين، وقد استجاب معالي مدير الجامعة الدكتور بدران العمر لهذا الطلب وأصدر قراراً بتشكيل لجنة مكونة من سبعة أعضاء من مختلف التخصصات ذات العلاقة بالصحة النفسية في شهر محرم 1437 في قسم علم النفس والطب النفسي والدراسات الاجتماعية والصيدلة وكذلك عمادة شؤون الطلاب، وذلك بهدف تصميم البرامج التوعوية المتخصصة في مجالات الصحة النفسية داخل الجامعة، تنظيم الندوات والفعاليات واللقاءات في المناسبات التي تتسق مع اهتمامات الصحة النفسية مثل الاحتفاء السنوي باليوم العالمي للصحة النفسية والذي تعلنه منظمة الصحة العالمية في العاشر من أكتوبر من كل عام، كذلك تهدف اللجنة إلى الإسهام في نشر مفاهيم الصحة النفسية كتأكيد الذات؛ الثقة بالنفس؛ التفاؤل؛ الاعتماد على النفس؛ النظرة الإيجابية للعمل والدراسة والمستقبل.

وقد بدأت اللجنة عملها الفعلي فور صدور قرار إنشائها وتحقق لها الكثير في السنة التأسيسية بفضل الدعم المادي والمعنوي الذي وجدته من معالي المدير وبإشراف ومتابعة مستمرة من قبل وكيل الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية الدكتور عبدالعزيز العثمان، وبدعم ومساندة عميد كلية التربية الدكتور فهد الشايع ورئيس قسم علم النفس الدكتور سليمان الجمعة.

ويؤكد الدكتور فهد بن عبدالله الدليم، رئيس اللجنة الدائمة لتعزيز الصحة النفسية، أن تطلعات اللجنة وطموحاتها لاحدود لها ولديها الكثير من الخطط والمناشط في المجال البحثي والوقائي والإرشادي والعلاجي، والتي لا يساورنا شك في تحقيققها في ظل الدعم والمتابعة الدائمة من مسؤولي الجامعة.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA