متلازمة القلب المكسور.. مبالغة عاطفية أم حالة طبية!

 

متلازمة القلب المكسور ليست اختراعاً أو وصفاً أطلقه البعض، بل هي حالة طبية حقيقية تصيب القلب وقد تسبب الأذى بشكل أكبر مما تتخيل، صحيح أن العاطفة هنا هي السبب الرئيسي لكن هناك أسباب أخرى أيضا، وهذه المتلازمة هي حالة مؤقتة يمر بها القلب في المواقف التي نشعر فيها بالضغط أو الألم النفسي مثل فقدان شخص عزيز علينا على سبيل المثال، وتعرف أيضًا تلك الحالة باعتلال عضلة القلب أو مرض التضخم القمي، أو ضغط عضلة القلب كما يعرفه الأطباء. 

وقد يحدث أن تتطور الحالة بالشكل الذي يدفع للتدخل الطبي أو الجراحي، فبعض الأشخاص الذين يصابون بمتلازمة القلب المكسور يشعرون بألم في الصدر وأحيانًا يتوهمون تعرضهم لأزمة قلبية، وتتمثل متلازمة القلب المكسور في حدوث اضطراب مؤقت في وظيفة الضخ في منطقة واحدة في القلب، ويمكن أن تحدث بسبب ردة فعل القلب المندفع بقوة تجاه هرمونات الضغط.

ويمكن علاج أعراض هذا الاعتلال إن لم تختف الأعراض خلال أيام أو أسبوع دون تدخل، وأعراض متلازمة القلب المكسور يمكن أن تحاكي أعراض الأزمة القلبية كالشعور بألم بالصدر والنفس القصير، لكن إن استمرت الأعراض كالشعور بالألم في الصدر لمدة طويلة قد يكون هذا بالفعل أعراض لأزمة قلبية، ويجب طلب المساعدة فورًا، وإن شعرت بألم في الصدر أو ضربات قلب غير منتظمة وسريعة بشدة أو لم تتمكن من التنفس أو كان نفسك قصيراً خاصة بعد التعرض لموقف صعب وحزين، فيجب عليك الاتصال بالإسعاف فورا سواء لك أو إذا رأيت تلك الأعراض على شخص آخر.

ومن الصعب تحديد سبب معين لهذه الحالة، لكن تعتبر الضغوطات والهرمونات مثل الأدرينالين، من الأسباب التي يمكن أن تسبب هذه الحالة المرضية، أيضًا يعتقد الأطباء أن حدوث الانقباض المؤقت في الشرايين الكبيرة أو الصغيرة يمكن أن يكون أحد الأسباب.

وتحدث متلازمة القلب المكسور غالبًا بسبب موقف صعب التحمل نفسيًا أو بسبب مجهود بدني شاق، أو سماع خبر غير متوقع عن موت شخص عزيز، أو تشخيص طبي مخيف للمريض، أو الاعتداء والعنف المنزلي، أو خسارة أو كسب مبلغ كبير من المال بشكل غير متوقع، والوقوع في نقاش حاد أو حدث مفاجئ أو خسارة وظيفة أو حادثة الانفصال الزوجية والطلاق وضغوطات جسدية مثل الربو.

وهناك فرق بين متلازمة القلب المكسور والأزمة القلبية، حيث تحدث الأزمة القلبية بسبب الانسداد الكامل أو شبه الكامل في شريان القلب، ويحدث هذا الانسداد بسبب خثرة دموية في الشريان من تراكم الدهون أو ما يعرف بتصلب الشرايين، أما في متلازمة القلب المكسور فلا تصاب الشرايين بالانسداد ولكن قد يقل تدفق الدم في شرايين القلب.

وهناك أيضًا عوامل أخرى تساهم في حدوث متلازمة القلب المكسور مثل جنس المصاب، حيث تصيب هذه المتلازمة النساء أكثر من الرجال، وتحدث هذه الأزمة لمن هم أكبر من 50 عاما وكذلك الأشخاص المصابين بأحد الأمراض العصبية مثل الإصابة في الرأس أو الصرع لديهم نسبة أعلى من الإصابة بهذه المتلازمة واضطرابات نفسية سابقة أو حالية، مثل الاكتئاب أو القلق، حيث يمكن أن يكون المريض هنا أكثر عرضة للإصابة. 

ومن مضاعفات المرض في بعض الحالات النادرة ذات أعراض قاتلة، وقد يحدث وذمة رئوية أي تراكم السوائل في الرئة، وانخفاض ضغط الدم، وعدم انتظام ضربات القلب، والسكتة القلبية، ويمكن أيضًا تكرار حدوث متلازمة القلب المكسور مرة أخرى في حدث حزين ولكن احتمالية حدوث ذلك تبقى منخفضة. 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA