قرأت لك

الموروث الشعبي الحكائي
زهرة إبراهيم الخالدي

قديماً، لازمت القصة الإنسان منذ بدايات وجوده على الأرض، فصنع حكاياه وصاغها وفقَ منظوره البدائي، وحاول بها تفسير ما يحيط به من مظاهر الحياة المختلفة؛ فكانت الخرافة والأسطورة، والحكاية، والأغنية الشعبية وغيرها من أنواع التعبير الشفهيِّ، متوسلًا الذاكرةَ الجمعية جيلًا بعد آخر لحفظ هذه الكنوز ونقلها، والتي لايزال العالم يوليها كلَّ اهتمامه، ويقيم المهرجانات المختلفة لإحيائها وإدامتها، بوصفها إرثًا إنسانيًّا.

أدب الطفل
وحديثًا، ومع تطوُّر العالم واتساع الحضارة بدأ الالتفات إلى الطفل واحتياجاته النفسية والتربوية، وأخذت ملامح أدب الأطفال تظهر وتتشكل، ذلك الأدب الذي صار علمًا وفنًّا قائمًا بذاته، وكانت النواة الأولى لهذا الأدب تتمثل في الحكايات الشعبية بمصادرها وأنواعها كلها، وما يتصل بها من حيثيات فكرية ونفسية واجتماعية.

إرث إنساني
تناولت مؤلفة كتاب «الموروث الشعبي الحكائي في قصص الأطفال» الموضوع باعتباره إرثًا إنسانيًّا يجب الحفاظ عليه، ولأهمية القصة التي يستطيع المجتمع من خلالها غرس القيم الأخلاقية الحميدة في الأطفال، فضلًا عن تنمية إحساسهم بالجمال، وتوسيع مداركهم، وتحفيز خيالاتهم.

المراحل العمرية
جاء الفصل الأول بعنوان “الموروث الشعبي الحكائي في أدب الأطفال وعلاقته بالمراحل العمرية” تناولت فيه المؤلفة تعريف الموروث الشعبي الحكائي وتاريخه وسماته وأنواعه، وعلاقته بقصص الأطفال؛ باعتباره مصدرًا لها، وعرضت لبعض كُتّاب أدب الأطفال مثل الكاتب الدنماركي هانز كريستيان أندرسن (1805-1875) الذي يُعد من أشهر كُتاب أدب الأطفال في العالم، وتحدثت كذلك عن تاريخ أدب الطفل في البلاد العربية، وعلاقة الموروث الشعبي الحكائي بالمراحل العمرية للطفل التي تبدأ من مرحلة الرضاعة بأغنيات المهد والأغنيات الإيقاعية التي تُنشدها الأمهات والجدات، ومرحلة الطفولة المبكرة (3-5) سنوات وتسمى مرحلة الواقعية والخيال المحدود بالبيئة، ومرحلة الطفولة المتوسطة (6-8) وتسمى مرحلة الخيال الحُر، ومرحلة الطفولة المتأخرة (8-12) وتسمى بمرحلة البطولة.

أنواع الموروث الحكائي
وتناول الفصل الثاني التعريف بأنواع الموروث الحكائي الشعبي، وهي الحكاية الشعبية التي تتصدر هذه الأنواع، وتُعد أكثرها تمايزًا وانتشارًا وتمتلك طرافة وأسلوبًا محببًا إلى النفس، ثم يأتي النوع الثاني وهي الأسطورة والخرافة؛ وتُعرف بأنها حكاية مجهولة المؤلف تتحدث عن الأصل والعلة والقدر، يفسِّر بها المجتمع ظواهر الكون والإنسان، والنوع الثالث هو قصص الحيوانات؛ وهي أقدم أنواع الحكايات الفولكلورية، وغالبًا ما يكون أبطالها جميعًا من الحيوانات، ثم تأتي الأمثال الشعبية التي تتردد على ألسنة الناس في أغلب مواقفهم، وقد يكون لأحد الأمثال القول الفصل في ذلك الأمر.

السمات والأسلوب
وتطرقت المؤلفة في الفصل الثالث إلى تعريف قصص الأطفال المستمدة من الموروث الحكائيِّ الشعبيِّ من عام 1980م وحتى 2010م من ناحية سماتها، ومصادرها وأساليب توظيفها، وتطورها.

البناء الفني
في الفصل الرابع تناولت البناءَ الفنيَّ لقصص الأطفال المستمدة من الموروث الحكائيِّ الشعبيِّ، من ناحية الحدث، والشخصيات، والبيئة الزمانية والمكانية، والأسلوب.

نماذج قصصية
وحلَّلت في الفصل الخامس نماذجَ من الحكاياتِ الشعبية للأطفال، وتضمن في مقدمته مبادئ تحليل نصوص الحكايات الشعبية، ومدارس تصنيف الحكايات الشعبية، مثل: التصنيف النوعيّ الذي يعتمد على محتوى الحكاية وطبيعة شخوصها، والتصنيف البنائي أو “المورفولوجي” وهو وصفٌ لأجزاء محتواها وعلاقتها ببعضها البعض. كما أوردت في هذا الفصل حكاياتٍ رائعة من الموروث الشعبيّ؛ مثل:( الطير السحري) الشعبية لخضير عبد الأمير، وقصة (الناسك وابن عُرس) من قصص كليلة ودمنة، و(حكاية واحدة ليست بواحدة) لشفيق مهدي، وقدمت تحليلات شيقة لها.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA