انطلاق أعمال المؤتمر العالمي لحلول القيادة والسيطرة

 

*الغامدي: المملكة تعيد رسم إستراتيجية محاربة الإرهاب والفكر المتطرف

 

*العمر: الجامعة أنشأت مركزاً متخصصاً لدراسات القيادة والسيطرة المتقدمة ليكون الأوحد إقليمياً والثاني عالميًا

 

*السواحة: نعيش اليوم الثورة الصناعية الرابعة

 

*البنيان: الاستثمار في مجال تطوير نظم القيادة والسيطرة أمر لم يعد خياراً لنا وإنما متطلب وطني

 

تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، انطلقت مساء الثلاثاء الماضي أعمال المؤتمر العالمي لحلول القيادة والسيطرة والذي تنظمه جامعة الملك سعود بالتعاون مع وزارة الدفاع، بحضور معالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن عبدالرحمن البنيان، ومعالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله السواحة ومعالي مدير الجامعة الدكتور بدران العمر، وقادة أفرع القوات المسلحة وكبار الضباط بوزارة الدفاع، وذلك بقاعة الشيخ حمد الجاسر بمقر الجامعة. 

 

بالحكمة والموعظة الحسنة

في بداية الحفل ألقى الدكتور عبدالله الغامدي رئيس اللجنة المنظمة كلمة أشاد فيها بما تقوم به القيادة الرشيدة وفي وقت وجيز، بتحويل أنظار العالم إليها وهي تعيد رسم إستراتيجية محاربة الإرهاب والفكر المتطرف من خلال قيادة تحالفات عالمية وإسلامية وعربية لتكون مركزاً للحلول الاستراتيجية والقدرات التقنية العالية في قمة تجمع قادة العالم الإسلامي بعاصمة السلام، لتقدم الإسلام النقي، إسلام السلام والرحمة للبشرية جمعاء.

 وأكد الدكتور الغامدي أن المملكة سطرت أروع الأمثلة وأرقى الأخلاقيات في التعامل بحزم مع الإرهاب، ثم بادرت بمعالجة الفكر المتطرف بالحكمة والموعظة الحسنة والحوار المنهجي، مستثمرة في الحالين قدراتها التقنية والعسكرية، وقبل ذلك وبعده موروثها الأخلاقي، فحق لنا ولكل عربي مسلم أن يفخر بهذه البلاد، حما الله ترابها وأعلى شأنها نصرة وأمناً وأماناً للأمة .

 وقال الغامدي: «إننا إذ نذكر ما تقوم به قواتنا في ميادين العز والشرف لنستشعر رسالة الجامعات نحو بناء قدرة معرفية من خلال امتلاك المعرفة ونقل التقنية وتوطينها في المجالات الإستراتيجية، وخصوصًا تلك المتعلقة بالأمن الوطني حين يكون الاعتماد على الذات بعد الله هو الخيار الرئيس، وربما الأوحد.

 وأضاف: «إن التحديات العسكرية والأمنية والمعلوماتية المتعلقة بالإرهاب وتداعياته في ازدياد كمي وعمق نوعي، ومتعلقة بشكل مباشر بالأمن الوطني للدول، وتمثل تهديدًا للبنية التحتية ومصادر وخطوط إنتاج الطاقة والموارد الحيوية، فضلاً عن العمليات المالية والخدمات الإلكترونية .. مما يحتم وجود قدرة ذاتية مستدامة لأنظمة القيادة والسيطرة للتحالفات مبنية على شراكة بين القطاعات العملياتية التنفيذية والمراكز البحثية والصناعة».

 

المركز الأوحد

بعد ذلك ألقى معالي مدير الجامعة الدكتور بدران العمر كلمة جاء فيها: «إن الجامعة اتخذت قرارها بالتركيز على الجوانب البحثية، وهي تجتهد في اختيار الموضوعات التي تهم الوطن والمواطن والمجتمع بأسره، لمناقشتها وتحليلها بهدف المساهمة في تقديم رسالة وطنية تسعى إلى تقديم الحلول لمشكلات المجتمع، وبحث قضاياه، لبناء حياة أفضل، تتناسب مع إرادة الوطن، وأن ما تتمتع به الجامعة من الطاقات العلمية الرائدة في كل مجالات العلوم وأكثرها تقدماً، قد جعلها تشارك بفعالية في تنظيم مؤتمرات مختلفة تبحث أهم القضايا في شتى المجالات بل والدخول في أكثر القضايا دقة وتقدماً كهذه القضية التي يناقشها هذا المؤتمر الاستراتيجى المهم الذي فرضته النقلة الهائلة في مجال البرمجيات والبيانات الضخمة، تلك النقلة التي خدمت الحياة بإيجابية كبيرة من جانب، ولكن هددتها من جانب آخر بالتعدي على أمن وخصوصية المعلومات، ولاسيما العسكرية والأمنية وأنظمة البنية التحتية الحرجة، ومن هنا تبرز أهمية هـــذا المؤتمر العالمي متماشياً مــــــع ظروف المرحلة، واستجابة واستيعاباً لتلك الدرجة من الأهمية، مما جعل جامعة الملك سعود تبادر بتنظيم هذا المؤتمر الفريد من نوعه ليتناول اتجاهات التكنولوجيا والتطبيقات التشغيلية لأنظمة وبيانات القيادة والسيطرة والأمن السيبراني في المجالين العسكري والمدني».

 وأضاف: «إن الطبيعة المعقدة والمتداخلة لتلك الأنظمة جعلت تبني مركز بحثي متخصص لتطويرها تحدياً للجامعات العالمية، نظرًا لما يتطلبه ذلك من تكامل بيني لتخصصات علمية عديدة، والجامعة قد بادرت الجامعة بإنشاء مركز متخصص «لدراسات القيادة والسيطرة المتقدمة»، ليكون الأوحد إقليمياً والثاني عالميًا لمقابلة الطلب المتزايد للقطاعات الدفاعية والأمنية، وكذلك الصناعية والمدنية. وليمثل مرجعًا معرفيًا لمساعدة تلك القطاعات في بناء قدرة وطنية مستدامة لتكون هي من يطور ويمتلك الأنظمة وبياناتها ذات الحساسية العالية. لقد أسس المركز شراكات حقيقية مع عدة قطاعات دفاعية وأمنية لتطوير أنظمة تلك القطاعات واستشراف الجيل الجديد من أنظمة القيادة والسيطرة بما يتوافق مع الممارسات العالمية والاحتياجات المحلية المتزايدة.

 وقال معاليه: «جامعة الملك سعود وبدعم من القيادة الرشيدة وعلى رأسهم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله - تحمل على عاتقها الارتقاء بمسيرة البحث العلمي واقتصاد المعرفة في المملكة وتحويل مخرجاته إلى واقع ملموس لخدمة الوطن والمواطن لتؤكد بذلك التزامها بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والأمن الوطني، لذلك كانت الجامعة وما زالت تساهم في تحقيق أهداف الخطط التنموية للمملكة نحو التحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة، وتستثمر عقول منسوبيها في تعزيز أمن الوطن الذي يعتبر من أولويات حكومتنا الرشيدة. 

 

الثورة الرابعة

من جانبه، ألقى معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحة كلمة قال فيها: «نعيش اليوم الثورة الصناعية الرابعة، ثورة التحول الرقمي التي تحمل مفهوم التنافسية بين الدول وتحول من التركيز على الأصول والمعرفة في شركات بأصول قليلة وخبرات متواضعة لكنها ركزت على البيانات والريادة وتسلحت بالبترول الجديد وهو البيانات وروح الريادة والمعرفة».

 

مطلب وطني

 بعد ذلك ألقى معالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان كلمة أوضح فيها أهمية القيادة والسيطرة في شتى مجالات الحياة، مؤكداً أن إعدادها وتجهيزها بالشكل الصحيح ينعكس على مدى إمكاناتها وفعاليتها، مشيراً إلى أن القيادة والسيطرة في المجال العسكري تشمل ترتيب عناصرها المطلوبة من «موارد بشرية، معدات، اتصالات، منشآت وإجراءات» لتمكين القيادة من إنجاز أعمال «التخطيط، التوجيه، التنسيق، السيطرة على القوات وعلى العلميات» لإنجاز المهام المطلوب إنجازها. 

وقال معاليه: «إن التطور التكنولوجي في جميع الأصعدة، وتسارع وتيرة الصراعات بشكل كبير، كان له الأثر الكبير لتحديث وتغيير المفاهيم والعقائد القتالية، والذي ترتب على ذلك تطوير «طرق وأساليب وإجراءات» نظم القيادة والسيطرة، التي تمثل الأساس في عملية إدارة الصراعات المسلحة الحديثة، والاستثمار في مجال تطوير نظم القيادة والسيطرة أمراً لم يعد خياراً لنا، وإنما مطلب وطني لتحقيق منظومات قيادة وسيطرة حديثة، مواكبة لتقنيات العصر، يعتمد عليها لاتخاذ القرارات الصائبة على جميع المستويات القيادية، العمودية والأفقية، بما في ذلك العسكرية منها وبكل سهولة ويسر مما يتطلب تطوير وتحسين مفاهيم القيادة والسيطرة، والبنى التحتية لشبكات المعلومات والاتصالات المستخدمة. 

وأفاد البنيان أن هذا المؤتمر وما يحتويه من محاضرات متخصصة وورش عمل مهنية ومعرض مصاحب دليلاً على الجهود المبذولة من حكومتنا الرشيدة على رفع كفاءة الأداء المهني ودرجة الاحترافية لمنسوبي قواتنا المسلحة، وذلك وفق الخطط الطموحة لرؤية المملكة «2030» من خلال الاستفادة التامة وتبادل الخبرات ما بين جامعتنا العملاقة، والقطاعات العسكرية والقطاع الخاص والمؤسسات الحكومية، وتقديراً لأهمية القيادة والسيطرة ودورها الفعال في رفع الكفاءة لأي قوة عسكرية سيكون له دور فاعل ومثمر ومفيد بإذن الله تعالى. 

وأضاف: «نحن في وزارة الدفاع ووفق تطلعات وطموحات سمو سيدي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع نسير في اتجاه تطوير مجالات العمل في قواتنا المسلحة، ويأتي في مقدمة أولوياتها «تطوير منظومة القيادة والسيطرة» ودمج جميع الأعمال الأمنية، الإدارية، والتموينية والعلمياتية، ضمن منظومة متكاملة وحديثة، متمنياً من الله أن يحقق هذا المؤتمر الفائدة العلمية المرجوة من خلال تبادل الخبرات، والإطلاع على أحدث المستجدات في تقنيات القيادة والسيطرة والمجالات المرتبطة بها، ومتابعة توصيات المؤتمر السابق. 

واستذكر معاليه في ختام كلمته دور الشهداء الأبطال رحمهم الله، والمصابين والجرحى شفاهم الله، الذين أدوا واجب الدفاع عن حدودنا، ببسالة وشجاعة، ليبقى وطننا عزيزاً شامخاً آمناً بتوفيق من الله وعونه في ظل قيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية وسمو ولي عهده الأمين.

 وفي ختام الحفل تم تكريم شركاء المؤتمر والفائزين في الفعاليات المصاحبة للمؤتمر، بعد ذلك تم افتتاح المعرض المصاحب، حيث تجول الحضور داخل أرجاء المعرض واطلع على ما يحتويه من أجنحة وأقسام.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA