مهاراتك الذهنية .. استخدمها أو اخسرها

هناك حكمة قديمة تقول «كل عضو أو أداة أو مهارة لا يتم استخدامها فإنها تضعف وتذبل وقد تتوقف عن العمل ونخسرها تماماً». ويدخل في هذا الإطار المهارات الذهنية والعقلية وقوة الذاكرة فكلما تم تغذيتها واستخدامها ازدادت قوتها وفعاليتها والعكس صحيح.
تنقسم الذاكرة البشرية إلى ذاكرة بعيدة وذاكرة قريبة، الذاكرة البعيدة هي التي تخزن كل ذكرياتنا القديمة وأيام الطفولة وغيرها من ذكريات مضي عليها زمن طويل, وهذه من الصعب جدا ان تتأثر مع الوقت ويظل المرء يتذكرها بسهولة وبوضوح حتى عندما يبلغ من العمر عتيا.
أما الذاكرة القريبة فهي الذاكرة التي نخزن فيها اليوميات الحديثة وما يحدث فيها, وهي الذاكرة التي نختزن فيها بدون إرادتنا الأكل الذي أكلناه اليوم والأماكن التي ذهبنا إليها أمس والأشخاص الذين قابلناهم وأسماءهم والمواقف التي حدثت وماذا قلنا فيها، وهي الذاكرة التي نختزن فيها ما نشاهده على التلفاز كل يوم, وهي نفس الذاكرة التي نعتمد عليها أثناء المذاكرة ومراجعة الدروس وحل الامتحانات.
والسؤال الآن هل يستطيع الإنسان فعلا أن ينشط وينمي ذاكرته أو ينمي قدرته على التذكر أم هي ميزة شخصية توهب لبعض الناس ويحرم منها البعض؟ والإجابة بالقطع يمكننا تنشيط الذاكرة ويمكننا تنمية قدراتنا على التذكر, وذلك من خلال ممارسة بعض الأنشطة العقلية يتم فيها تدريب المخ على التذكر وتنشيط خلايا المخ في تمييز الأشياء واختزانها ثم إعادة استدعائها من الذاكرة بسرعة.
وهناك الكثير مما يمكننا فعله للحفاظ على الذاكرة، ولكن هناك نصائح وزنها أكبر من غيرها تساعد على تقوية الذاكرة وحفظها وهي الحركة وممارسة الرياضة التي تضخ فيك الحيوية والنشاط وترفع مزاجك وأيضاً تزيد من حدة دماغك وبالتالي تقوي ذاكراتك، الإقلاع عن التدخين فالتدخين يزيد من خطر ظهور مرض الزهايمر والخرف والتي يمكن أن تساهم في فقدان الذاكرة.
أيضاً ينصح بالاهتمام بالتغذية الصحية واتباع نظام غذائي صحي غني بالفيتامينات والمعادن مثل فيتامين B الذي يمكن أن يحسن وظيفة الدماغ وبالتالي يقوي الذاكرة، وكذلك علاج الاكتئاب والتواصل مع الأصدقاء وأفراد الأسرة، فقد لوحظ أن هناك رابطاً بين الاكتئاب والانخفاض في الوظيفة المعرفية ومن ناحية أخرى فإن المشاركة الاجتماعية تؤدي الى التحفيز الذهني وبالتالي تقوية الذاكرة.
ختاماً، استخدمها أو اخسرها؛ بمعنى إن كانت لديك قوة ذاكرة فلماذا لا تستخدمها بواسطة مثلاً ممارسة الكلمات المتقاطعة، تعلم لغة، أو مارس ألعاب الذاكرة المتنوعة لأن الأنشطة تشكل تحديا للدماغ وتدفعه لإجراء اتصالات جديدة والحفاظ على القديم منها.

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA