أوصت بإضافة مخلفات الصرف الصحي المعالج إلى تربة المناجم

دراسة: مناجم التعدين تلوث التربة وتفقدها التنوع الإحيائي
إضافة المخلفات العضوية للتربة يزيد نمو النباتات ويقلل التأثير السام للعناصر الثقيلة

يعتبر تحقيق الاستدامة البيئية للأجيال الحالية والقادمة أحد أهم التحديات التي تواجه البشرية، وتشكل الزيادة السكانية والتوسع الحضري ونمط الحياة الاستهلاكي المتزايد عوامل ضغط على البيئة، يصاحب ذلك زيادة الطلب على مصادر الطاقة مثل الفحم والمعادن مثل الحديد والنحاس التي تدخل في الصناعات الأساسية والبنية التحتية.

آثار بيئية عميقة
كشفت دراسة بيئية أجراها الباحث عبدالعزيز الغامدي، أن للتعدين آثاراً بيئية عميقة تشمل تجوية التربة وفقد التنوع الإحيائي بها بالإضافة إلى تلوث التربة والمياه السطحية والجوفية بالكيماويات التي تدخل في عمليات التعدين بالإضافة للآثار البيئية الضارة على البيئة، فالمجتمعات المحيطة بأماكن التعدين قد تتأثر صحتها نتيجة للتسرب الكيميائي الناتج عن التعدين، فمثلا تسرب الأحماض من أماكن التعدين قد يؤدى إلى تيسر العناصر الثقيلة السامة وبالتالي يزيد من خطورتها.

منافس للنشاط الزراعي
علاوة على ذلك يمثل النشاط التعديني منافساً للنشاط الزراعي والأنشطة الرعوية والاستخدامات الأخرى للأراضي، وكثيرا ما تتسبب الأنشطة التعدينية في تهجير مجتمعات أو نزع ملكية أصحاب الأراضي الأصليين مما ينتج عنه مشاكل اجتماعية خصوصا عندما لا يتم تعويض المزارعين وأصحاب الأرض بأراض بديلة، لذلك فإن شركات التعدين في كثير من بلدان العالم يتم إلزامها باتباع القوانيين والاشتراطات البيئية التي تتطلب إعاده تأهيل الأراضي واستزراعها.

3 موضوعات رئيسة
يتناول الكتاب موضوع استصلاح وإعادة تأهيل الأراضي في مناطق التعدين نظرياً وتطبيقياً، حيث تضمن الكتاب ثلاثة موضوعات رئيسة هي: الأول مواصفات مواقع التعدين ونواتج الحفر، الثاني المعالجة الكيميائية والفيزيائية والبيولوجية ومحدداتها بما في ذلك استخدامات الأرض، الثالث إعادة استزراع ترب مناطق التعدين بعد عمليات المعالجة.

تجارب ناجحة
كل موضوع يتضمن عدة فصول توضح دراسات لحالات مختلفة لمناطق تعدين حول العالم، بينما يركز الجزء الأخير للكتاب على تجارب إعادة التأهيل الناجحة، ويهدف الكتاب إلى إمداد الباحثين والمهنيين في الصناعات التعدينية بالمعلومات والخبرات اللازمة لإعادة تأهيل ترب المناطق المتأثرة بالأنشطة التعدينية واستصلاحها في إطار الاستدامة البيئية.

يتميز الكتاب بأنه يقدم الأساس النظري لفهم خصائص ترب مناطق التعدين كما يقدم المناهج المختلفة المتبعة لمعالجه ترب التعدين الملوثة، ويبرز القيمة المحتملة لطرق المعالجة القائمة على تقييم الخطورة البيئية، ويقدم دراسات حالة مقارنة لاستصلاح ترب المناجم وتأهيلها للأنشطة والاستخدامات المختلفة، ويناسب الكتاب طلاب البكالوريوس والدراسات العليا في مجالات البيئة وعلوم الأرض والهندسة البيئية وهندسه التعدين.

استخدام المخلفات العضوية
تناول الفصل الرابع عشر من الكتاب استخدام مخلفات الصرف الصحي العضوية لإعادة تأهيل أراضي المناجم المهجورة، ففي الولايات المتحدة الأمريكية تسببت مناجم الرصاص والزنك في ولاية كنساس إلى تلوث مناطق واسعة بالرصاص والزنك بالإضافة إلى الكادميوم المصاحب لهما، وقد تسببت التركيزات العالية من تلك العناصر في مشاكل صحية خاصه للعاملين في الصناعات التعدينية بالإضافة للمجتمعات المحلية، وقد تم اقتراح العديد من إضافات المواد العضوية للمساعدة في استزراع ترب تلك المناجم المغلقة لكن استخدام مخلفات الصرف الصحي كوسيلة لمعالجة تلوث ترب تلك المناجم في جنوب شرق كنساس لم يتم تجربته من قبل.

نتائج إيجابية
قام الباحثون بدراسة تأثير مخلفات الصرف الصحي على نمو النباتات في ترب تلك المناجم ذات المحتوى العالي من العناصر الثقيلة ودراسة تأثير تلك الإضافات على تيسر وانتقال العناصر الثقيلة من الجذور إلى السيقان ثم إلى الأوراق، وأظهرت النتائج أن النباتات النامية في الترب المعالجة بمخلفات الصرف الصحي المعالج قد تميزت بزيادة طولها ووزنها مقارنة بتلك النامية في الترب غير المعالجة، وأرجع الباحثون تلك النتائج لزيادة تركيز الكربون الكلي والعضوي والفسفور في مخلفات الصرف الصحي، فقد أدى إضافة الكربون العضوي إلى تثبيت الرصاص والزنك. كما أن محتوى مخلفات الصرف الصحي من الفسفور أدى إلى زياده نمو النباتات وكذلك تقليل تيسر العناصر عن طريق تكوين معقدات غير قابلة للامتصاص بواسطة النبات.

توصيات اللراسة
أوصت الدراسة بأهمية إضافة مخلفات الصرف الصحي المعالج إلى ترب المناجم الملوثة وذلك لتشجيع نمو النباتات وتقليل التأثير السام للعناصر الثقيلة.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA