أعيش ضغوطاً.. ما الحل؟

زاوية: آفاق أكاديمية

قد نمر أنا أو أنت، عزيزي القارئ، بضغوط نفسية ناجمة عن مشاكل دراسية أو أسرية أو مالية، فتعكر مزاجنا وتربك تفكيرنا، وقد تكون حقيقية أو متوهمة، وهو أمر طبيعي يمر به أي إنسان خاصة مع تنوع واختلاف مستويات العلاقات وتداخل وسائل الإعلام والاتصال التي باتت مؤثراً فاعلاً في نفسية المتلقي.

كلٌّ منا عليه مسؤوليات والتزامات أمام المؤسسة التي يعمل أو يدرس بها، وكل منا مطالب بالقيام بمسؤولياته والوفاء بالتزاماته رغم الضغوط التي يمر بها، والإشكالية التي يقع فيها الإنسان في الوسط الجامعي سواء كان مدرساً أو موظفاً أو طالباً هي عدم التعامل السليم مع تلك الضغوط والبقاء في حفرة المشكلة دون وعي.

هناك مثل إنجليزي يقول: «If you are in hole stop digging»، أي إذا وقعت في حفرة فتوقف عن الحفر للأسفل؛ فإذا وجدت نفسك في مكان أو وضع أو موقع غير ملائم أو غير مريح لك فبادر لمغادرته فوراً، أو على الأقل لا تزد الوضع سوءاً، وإذا سرت فى اتجاه خاطئ فتوقف عن المضي قُدُماً فيه، ولا تعالج الخطأ الصغير بخطأ أكبر!

تذكر أنك أكبر وأقوى من الضغوط «الطارئة»، لأنك تملك همّةً عالية وروحاً طموحة وقلباً قوياً وعقلاً كبيراً، ولك أهدافٌ عظيمة تسعى بجد لتحقيقها. تعلم أن معالجة الضغوط النفسية ومواجهتها تبدأ بتحديد مصادر وأسباب الضغط النفسي والأشخاص الذين قد يتسبّبون لك في هذا الضغط والتوتر. فالمعرفة أول خطوة في المعالجة.

أنجز واجباتك أولاً بأول وبادر لتنظيم وقتك وأسلوب حياتك؛ لأن الضغط أحياناً يكون ناتجاً عن تراكم العمل وعدم إنجازه بسبب هدر الوقت وضياعه. 

انطلق في حياتك ولا تلتفت للصغائر والمهاترات وتحلّى بالتسامح والعفو والصبر والحلم، لتعيش بسلام وراحة نفسية مع الآخرين وقبل ذلك مع نفسك.

 اكسر روتينك اليومي وغير عاداتك التي أوصلتك لهذه الحالة وجدد نمط حياتك من فترة لأخرى. تذكّر دائماً أن الإرادة القويّة والعزيمة الصّلبة والإيمان الحقيقيّ بالله سبب في تجاوز الضغوط النفسية، لذا أكثر من الذكر والصلاة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والاستعاذة به من الهم والغم كل صباح ومساء، عزز الروابط الأُسرية والاجتماعية والجلوس مع الأسرة فترات أطول.

والجامعة فرصة لاكتشاف الذات وبناء علاقات إيجابية مع اصدقاء إيجابيين وطموحين. والحذر كل الحذر من الأشخاص السلبيين والمتشائمين الذين يقيدون حركتك الإيجابية بأوهام التحديات لتوهن من عزمك.

 وللخروج من حلقة الضغط النفسي الجهنمية عليك تفريغ شحنات التوتر في ممارسة الرياضة من سباحة ومشي واسترخاء فهي تخفف حدّة الغضب والضّغط والانفعال.

 عبر عما يجول بداخلك من مشاعر حب أو كُره أو غضب إلى صديق مقرب، أو اكتب تعبيراً كتابياً أو شفهياً تخاطب به نفسك، وابحث عن الأصدقاء القدامى الذين تربطك بهم ذكريات جميلة وتواصل معهم.

الأهم هو الخروج من «حفرة» الاستسلام للتوتر ودوامة الإحباط واليأس التي قد تصل بالبعض للتفكير في الانسحاب من الدراسة والانغلاق على الذات وممارسة الهروب من معالجة حقيقية للمشكلة.. لذا، خير وسيلة ان تقرر مواجهة الوضع بقرار ذاتي إن كان تأخر دراسي بأن تشمر عن ساعد الجد من اللحظة وتبادر إلى تنظيم وقتك..

أخيراً.. إن لم تجد المحاولات السابقة في إخراجك من حالة الإحباط أو التوتر  فخير ما تفعل هو اللجوء لمتخصص تستشيره،  وبحمد الله وضعت جامعتنا تحت خدمتك مرشداً اجتماعياً ونفسياً يساعدك على معالجة ما تمر به.. وتذكر دائماً قول الله تعالى: «فإن مع العسر يسرا، إن  مع العسر يسرا». 

 

د. عادل المكينزي

makinzyadel@ksu.edu.sa

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA