أنا صاحب همة لا أرضى بغير القمة

قد لا أكون مهندساً متخصصاً، ولا طبيباً لامعاً، وقد لا أعرف فن البناء، ولا مهارات البيع والشراء، وقد لا أجيد نظم معزوف الكلام، وليس بالضرورة أن أكون عالماً أو أحد رواد الفضاء، بل إني قد لا أملك أي موهبة مميزة لا من قريب أو من بعيد، لكن رغم ذلك لدي طاقات وقدرات يجدر أن لا أستهين بها!
فأنا حتماً أستطيع أن أرشد المهندس أو أشاركه في وضع التصورات والمخططات، وأستطيع أن أُجري إسعافات أولية لمصاب قبل وصول الطبيب، ويمكنني أن أناول رجل البناء الطوب ليقوم ببناء الجدار، باختصار، في خبايا نفسي قدرات ومواهب مدفونة، سأبحث عنها، ولن أستصغر نفسي بعد اليوم ولن أقول أنا لا أفلح في شيء، أو ولدت هكذا.
سأنتبه لنفسي وأفكِّر جيداً، فلدي طاقة مخزونة لم يستطع أحد أن يستخرجها، وسأكوت أنا أول من يكتشفها، فأنا الوحيد الذي أستطيع ذلك، سأجلس مع نفسك في لحظة استرخاء، واسألها: من أنا؟ ما هدفي؟ ما حدود قدراتي؟ حتماً سأصل إلى جواب مقنع، وسأكتشف أن لدي قدرات كثيرة أستطيع أن أخدم بها نفسي والآخرين.
الصحابي الجليل عبدالله بن أم مكتوم، رضي الله عنه، كان أعمى ورغم ذلك شارك في إحدى المعارك الفاصلة، فقال للجنود الأبطال وهو شاهر سيفه: وجهوني، وجهوني، فإني رجل لا أرى! فقالوا له: لِمَ خرجت معنا وقد أعذرك الله؟ فقال: لأكثر سواد المسلمين!! الله أكبر، عرف قدراته وإمكاناته والواجب المنوط به!
وأنا وأنت عزيزي الطالب، في داخل كل منا طاقات وقدرات لم نكتشفها بعد، أو ربما لم نعرها اهتماماً، وقد آن الأوان لنبحث لأنفسنا عن مكان يوصلنا للقمة، عندها سنبدع وسنصنع لأنفسنا بصمة في هذه الحياة!

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA