مشكلة صحية.. المبتلى بها آخر من يعلم!

البخر الفموي  «Halitosis» أو  رائحة الفم الكريهة مشكلة مزعجة لدى الكثير من الأشخاص، والتي قد ينتج عنها  أثر نفسي واجتماعي سيء يؤدي إلى الفشل في إقامة علاقات اجتماعية ومهنية وعاطفية ناجحة.

 والبخر الفموي  ليس حالة  مرضية وإنما  هو  عرض لأمراض أخرى، ويعد الخلل في التمثيل الغذائي والتوازن البكتيري في  الجهاز الهضمي والتنفسي السبب الرئيسي  للبخر الفموى، حيث تقوم البكتيريا بتحلل بقايا الطعام منتجة مركبات عضوية مثل الإندول  «Indole»  والاسكاتول «Skatole»  وعديد الأمين Polyamines، ومواد  كبريتية متطايرة، مثل كبريتيد الهيدروجين  Hydrogen  Sulfide وميثيل مِرْكابْتان  Methyl Mercaptan  وكبريتيد ثنائي الميثيل Dimethyl sulfide»، كل هذه المركبات ذات رائحة غير مرغوب فيها تفرز في سوائل الجسم وخاصة العرق واللعاب، فينتج عنها «البخر الفموي»  وبصمة الرائحة «Odorprint»   يتحكم فيهما الجينات  والبصمة البكتيرية، أيضًا يعد تناول بعض الأدوية مثل  مضادات الهيستامين والاكتئاب ومدرات البول وبعض الأطعمة كالثوم والبصل واللحم والسمك والألبان، والإكثار من شرب الشاي والقهوة والتدخين وشرب الخمر من مسببات البخر الفموي، كما يؤدي جفاف الفم عند الضغط النفسي  والصيام وكبر السن نفس الغرض. ويعتبر البخر الفموي ذا دلالة تشخيصية لبعض الأمراض، مثل السكري الذى يسبب إنتاج  أحماض كيتونية ذات رائحة غير مرغوب فيها، أيضًا أمراض الجهاز التنفسي والهضمي والبولي والتناسلي وأمراض الكبد والكلى  والسرطان وأمراض اللثة والأسنان، وبعض الأمراض النفسية ينتج عنها مواد تؤدي إلى ظهور رائحة كريهة من الفم والجسم، كما يعد البخر الفموي  مؤشرًا للأمراض الوراثية مثل  «متلازمة رائحة السمك». 

 لذلك فإن البخر الفموي من المشاكل المزعجة، فبعض الأشخاص لديهم خوف مبالغ فيه من الإصابة بالبخر الفموي، رهاب البخر الفموي «Halito-Phobia»، فالبخر الفموي مشكلة المبتلى بها هو  آخر من يعلم، فليس  من السهل على الشخص  المصاب بالبخر الفموي معرفة ما إذا كان مصاباً أم لا؟ لأن حاسة الشم  للمصاب تتأقلم مع هذه الرائحة غير المرغوب فيها، ويمكن التشخيص الذاتي بفحص لون اللسان، فإن كان وردياً ولامعاً يدل ذلك  على عدم وجود البخر الفموى. أما إذا كان اللسان أبيض ومتقشراً فيشير إلى وجود  البخر الفموي، أيضاً يمكن  التشخيص بلعق الجزء الخلفي من اليد وتركها لتجف، ثم يقوم الشخص بشم رائحة المكان ذاته، كذلك يمكن للإنسان أن يسأل شخصًا مقربًا منه، كما يمكن عمل  فحوصات مخبرية لقياس مستويات المواد الكبريتية   المنبعثة من الفم وبفحص بعض إنزيم «بيتا جلكتوسايديز»  في اللعاب يمكن معرفة البكتيريا المسببة للبخر الفموي.  

ويمكن التغلب على مشكلة البخر الفموي باتباع قواعد النظافة العامة والتطيب والسواك وتفريش الأسنان واستخدام غسول الفم خاصة محلول بيكربونات الصوديوم، فهو الأفضل على الإطلاق. أيضًا باستخدام وسائل زيادة إنتاج اللعاب  مثل العلكة الخالية من السكر، وتناول الفاكهة والخضار، مثل البرتقال والتفاح والجزر قبل وبعد الوجبات  وشرب الكثير من الماء، بجانب تناول ماء الورد والليمون والنعناع والشاي الأخضر والزعفران والكرفس، أيضاً تناول الغذاء الصحي الغني بالزنك والمغنيسيوم والسيلينيوم وفيتامينات «ب 6 ، C، E، كو- أنزيم Q10، وحمض الفوليك».

كما يجب الحذر عند تناول الثوم والبصل والحلبة واللحوم الحمراء والزيوت المهدرجة والنشويات والمقليات وتجنب الشبع الزائد والجوع الشديد وممارسة الرياضة والمحافظة على نفسية هادئة، كل ذلك سيساعد في منع البخر الفموي بإذن الله.    

 

أ. د. جمال الدين إبراهيم هريسه

كلية الصيدلة – جامعة الملك سعود

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA