هنيئاً للشباب بالمستقبل

لم تكن القرارات التاريخية في ذاك الأحد عادية..كما عودتنا قيادة الحزم والعزم لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز.. فقد أعلنت القيادة وبصوت عالٍ مواجهة «غول الفساد» وقد أتبعت القول..الفعل.

إنها رسالة واضحة لمكافحة الفساد عبر  أوامر ملكية تقضي بتشكيل لجنة عليا لمحاربة الفساد برئاسة الأمير الشاب محمد بن سلمان الذي ورث الحزم من والده..ليحوله إلى برامج عملية تتعامل مع الواقع الوطني بجرأة وبما تقتضيه المصلحة العامة..

وهي رسائل تؤكد أن المبادئ التي أرساها مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز –طيب الله ثراه- متمثلة بالعدالة والشفافية وتطبيق شرع الله..ستمضي لأقصى مدى في سبيل تدعيم استقرار مملكتنا وتعزيز النهضة وانطلاق التنمية المباركة ممثلة في رؤية السعودية 2030 .

إن أكبر خطط التنمية وأعظم مشاريع التطوير مهما رصدت لها المليارات.. تظل حبراً على ورق، وتكون مادة للأحاديث الإذاعية واللقاءات التلفزيونية، وتُحبّر بها أوراق الصحف.. ولكن لن تجد طريقها إلى واقع الناس ولن يقطفوا ثمارها اليانعة.. ما دام قطاع الطرق المتوحشون يترصدون لهذه الخطط وتلك المشاريع.. ولعل الدراسات المحلية والعالمية تشير إلى أن من أكبر لصوص أحلام الأوطان هم تجار الفساد المالي والإداري.

واليوم.. نشهد تطبيقاً عملياً و«عين حمراء» لكل من نهش جسد هذا الوطن وحاول قتل أحلامه.. لذا، فإن خطوات ولاة الأمر -حفظهم الله- في حقيقتها دليل حرص وحنو على المواطن وحفظ حقوقه، وفي إحدى كلماته أكد أن الدولة «لا تقبل فساداً على أحد ولا ترضاه على أحد».. مما يدعونا جميعًا إلى الفرح والاستبشار والالتفاف أكثر حول القيادة وتدعيم الوحدة الوطنية وحماية مكتسباتها ومنجزاتها.. وهي في نفس الوقت رسالة إلى أن ولاة الأمر يشعرون بما يتهامس به المواطنون حول وجود هوامير الفساد.. وأن أعينهم لم تكن غافلة وها هم يقدمون من توفرت عليه الأدلة إلى التحقيق والقضاء العادل.

وهذه الأوامر المصحوبة بخطوات تنفيذية حولت «الغول» المتوهم إلى حجمه الطبيعي مجرد «جرذ» حقير يقرض صحة ومستقبل الوطن والمواطن. كما أن القرارات الملكية تكرّس مبدأ طالما أكده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- على أن الجميع سواسية في أرض الوطن وأمام القضاء، مؤكدًا ذلك بقوله يحفظه الله: «حرصنا منذ تولينا المسؤولية على تتبع هذه الأمور انطلاقاً من مسؤوليتنا تجاه الوطن والمواطن».. فالنظام يسري على الجميع، وتأتي مقولة ولي العهد التي وعد ووفى بها:«لن ينجو أي أحد دخل في قضية فساد أيًا من كان.. سواء أمير أو وزير أو مهما كان منصبه». 

إنه بحق يوم فرح في محاربة أكبر عدو للوطن «الفساد»، وقد شهدنا مصارع أمم بسببه فدمرت مشاريع وتشرد أبرياء وانهارت دول وأودت بأوطان..

بقي أن نقول إن هذا القائد الشاب القادم من المستقبل محمد بن سلمان يحفظه الله.. يرفض أن تسرق أحلام جيله وأحلام الوطن.. وعازم بحزم ضرب هامة الفساد.. والشباب والمجتمع من ورائه يرددون:امض يا طويل العمر.. لا نبا لك سيف ولا زل بك قدم. ودعاء الجميع أن يحفظ بلادنا من كل سوء ويسدد خطى ولي أمرنا لما فيه خير البلاد والعباد.

د. عادل المكينزي

makinzyadel@ksu.edu.sa

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA