النشاط البدني وصحة المجتمع

زاوية: رؤية اجتماعية

يُعرف النشاط البدني بأنه «حركة جسم الإنسان بواسطة العضلات الهيكلية بما يؤدي إلى صرف طاقة تتجاوز ما يصرف من طاقة أثناء الراحة».

ويرى علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا أن مفهوم النشاط البدني تعبير عام فضفاض، يتسع ليشمل كل ألوان النشاط البدني التي يقوم بها الإنسان والتي يستخدم فيها بدنه بشكل عام، ويرون أنه مفهوم أنثروبولوجي أكثر منه اجتماعياً؛ وأنه جزء مكمل، ومظهر رئيسي لمختلف الجوانب الثقافية لبني الإنسان، فهو يتغلغل في كل المظاهر والأنشطة الحياتية اليومية الاجتماعية إن لم يكن هو الحياة الاجتماعية نفسها، بدءاً بالواجبات ذات الطبيعة البيولوجية مروراً بمجالات التربية والعمل والإنتاج والدفاع والاتصال والخدمات العامة.

ويقسم علماء وظائف الأعضاء «الفسيولوجيا» النشاط البدني إلى نوعين: الأول نشاط بدني هوائي، حيث يتم استخدام الأكسجين لإنتاج الطاقة أثناء النشاط البدني الهوائي، بينما لا يتم استخدام الأكسجين أثناء النشاط البدني غير الهوائي.

بمعنى آخر النشاط البدني الهوائي هو ذلك النشاط المعتدل الشدة، الذي يمكن للفرد من الاستمرار في ممارسته بشكل متواصل لعدة دقائق، دون الشعور بتعب ملحوظ يمنعه من الاستمرار فيه، وهو نشاط بدني يتميز بوتيرة مستمرة، مثل المشي السريع، الهرولة، الجري، ركوب الدراجة، السباحة، وما شابه ذلك.

وكلمة «Aerobic» الهوائي إغريقية الأصل تعني استخدام الأكسجين في عمليات إنتاج الطاقة للعضلات، وليس لها علاقة بالهواء الطلق كما يعتقد البعض، ومعظم الفوائد الصحية المعروفة في يومنا هذا تنتج عن النشاط البدني الهوائي. 

الثاني نشاط بدني غير الهوائي، وهو نشاط بدني مرتفع الشدة لا يمكن الاستمرار في أدائه إلا فترة قصيرة تصل إلى 3 دقائق كحد أقصى أو أقل؛ كالجري لشخص غير متدرب على الجري، واستخدام الدراجة بسرعة عالية.

ومن جانب آخر هناك خلط وعدم تفريق عند بعض الناس بين ثلاثة أنواع من الأنشطة البدنية، وهي: النشاط البدني، والجهد البدني، واللياقة البدنية. ولتوضيح ذلك وباختصار شديد فإن النشاط البدني يقصد به جميع الأنشطة البدنية سواءً كانت رياضية أو مهنية أو منزلية أو اجتماعية أو غيرها، وسواء كان الهدف منها عفوياً أو مخططاً له.

أما الجهد البدني فهو فرع من النشاط البدني، وغالباً ما يكون مخططاً له مسبقاً وذو طابع بنيوي، ويؤدى بانتظام بغرض تنمية عنصر أو أكثر من عناصر اللياقة البدنية أو المحافظة عليها؛ في حين أن اللياقة البدنية هي مجموعة من الصفات: كالقوة والتحمل والسرعة التي يمتلكها الفرد أو يحصل عليها، بمعنى أنها إحدى مخرجات النشاط البدني المنتظم، وللحديث بقية إن شاء الله تعالى، وإلى اللقاء.

د. علي بن أحمد السالم

المدينة الطبية الجامعية

alisalem@ksu.edu.sa

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA