قصة الطالب الذي أثبت خطأ أستاذه وحقق الملايين

اجتهد الطالب إيان ليوبولد «Ian Leopold» في جامعة هوبرت الأمريكية أثناء إعداده لمشروع تخرجه في باب اقتصاديات قطاع الأعمال الناشئة «1985-1986» وكان مشروعه يدور حول فكرة نشر دليل تسوق موجه لطلاب الجامعات، على أن يتم توزيعه مجانًا ويتم تحقيق الربح من خلال الإعلانات، لكن الأستاذ الجامعي المشرف على بحث ليوبولد لم يوافق على ما جمح إليه فكر هذا الشاب الصغير، وجعله يرسب في مادته ومنعه من التخرج.
كان ليوبولد مقتنعاً بأن شريحة الشباب العُمرية من 18 إلى 24 سنة لا يتم التركيز عليها من قبل المعلنين بما يكفي، ورأى في مشروعه سبيلاً لمعالجة هذا النقص، وكان يهدف لأن يكون الدليل الطلابي الذي أراد إصداره مشتملاً على معلومات موجهة بالأساس إلى طلاب الجامعات -خاصة أولئك القاطنين في المدن الجامعية والذين كانوا في تلك الفترة يعانون من عزلة عن العالم الخارجي، كما أن برامجهم الدراسية كانت تشغل معظم أوقاتهم بدرجة منعتهم حتى من متابعة الجرائد أو مشاهدة التليفزيون.
لم يستسلم ليوبولد فقد كان متفرغاً في الصيف وفي ذات الوقت مضطراً للنجاح في مادة الرسوب، ورغم أن جل ما كان يملكه من رأس مال لا يتعدى 48 دولار، لكنه قرر تنفيذ مشروعه، وعزم على أن يثبت خطأ أستاذه، وبالفعل أسس شركة تعاونية افتراضية وأطلق عليها اسم كامبس كونسبتس «Campus Concepts» واختار فريق مبيعاته من زملائه في الجامعة، بنظام العمولة من الأرباح، مقابل أن يبيعوا إعلانات شركات لديها منتجات موجهة لطلاب الجامعات، ويتم نشر هذه الإعلانات داخل دليل معلومات للطلاب سماه «دليل الطلاب غير الرسمي» يحتوي على كل ما يمكن أن يهتم لشأنه طلاب الجامعة.
أول دليل مطبوع تم توزيعه في يناير من عام 1986 في جنبات جامعة هوبارت، وما كان من الطلاب إلا أن أحبوه، فما كان من المعلنين إلا أن أحبوه بدورهم، وحقق العدد الأول عوائد قدرها 2000 دولار، نصفها كان ربحاً صافياً، فعيّن ليوبولد من يتولى نشر الدليل وتوزيعه لينطلق هو لنيل شهادة الدكتوراه في إدارة الأعمال MBA.
بعد مرور عامين كان دليل الطلاب يحقق عوائد فصلية قدرها 75 ألف دولار، بعدما وسع مجال توزيعه ليبلغ طلاب بقية الجامعات الأمريكية، وفي عام 1990 كانت الفكرة التي حُكم عليها بالفشل مُسبقاً تُدر عوائد قدرها ربع مليون دولار أمريكي، فما كان من ليوبولد إلا أن ترك وظيفته لدى شركة تأمين شهيرة بعدما أمضى فيها عامين، وقرر التفرغ لإدارة مشروعه الناشئ انطلاقًا من مدينة بلتيمور الأمريكية في عام 1991.
توسع الدليل الطلابي عام 1992 ليقدم خدماته التسويقية وليوفر الرعاة الرسميين لاتحادات النشاطات الرياضية الطلابية الجامعية الأمريكية، وفي عام 1995 نظمت الشركة بطولة رياضية خاصة بها، كانت جوائزها هدايا قيمة مقدمة من الرعاة الرسميين.
ابتداءً من عام 1996، دخلت عمالقة الشركات في معترك الدعاية الموجهة لطلاب الجامعة، مثل Nike وPepsi وبعدها مايكروسوفت، وفي عام 1998 كان إجمالي عوائد الشركة 10 ملايين دولار، وتوسعت نشاطات الشركة لتشمل الدعاية والإعلان والنشر والتسويق، وانتقلت بالفكرة إلى خارج البلاد وسعت لضم العديد من الشركات الأخرى إليها حتى صارت عملاقاً تجارياُ لا يستهان به.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA