من أجل حياة متجددة ممتعة

طالما أنك تفكر وتتعلم وتعمل؛ ستظل حياتك مليئة بالإثارة والمتعة والدفء؛ لأنها حياة متجددة بتفكيرك، غنية بنشاطك.

صدقني، عزيزي القارئ، أن المتعة الحقيقية التي تجد فيها طعمًا لحياتك، وتقديرًا لذاتك، لا يمكن أن تجدها في الركون إلى الدعة والراحة، ولن تحصل عليها بالنوم والكسل والقعود عن العمل، بل هي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بإنجازاتك التي تُجَسِدها بكل خطوة تخطوها نحو أهدافك وتحقيق طموحاتك، ألم تشعر بسعادة تغمر قلبك، وراحة تملأ نفسك عقب كل عمل أديته، وبعد كل تكليف أنجزته!

إن شعرت بذلك فأهنئك، وإن كان شعورك التأفف والضجر والملل، فجدير أن أعزّيك ولكن من منطلق رابط الأخوة والمحبة وواجب النصيحة أذكرك بأن تقف مع نفسك وقفة صادقة، تَفَقّدْ رغبتك في النجاح، راجعْ إرادتك في التغيير، ابحث داخل قلبك بكل جد عن قيم التميز؛ فمنه تتدفق مصادر حياتك، وفيه تجد متعة نجاحك.

وإذا أردتَ أن أختصر لك الطريق، فهاكَ هذه الرباعية الجميلة -من ابن الهتار - التي تنال بها -بعد توفيق الله - نجاحاً له قيمة، تجد معه لذة، تبدأ هذه الرباعية برغبة منك صادقة، ثم معرفة واعية، جسّدها بممارسة جادة، مع التقييم والمتابعة المستمرة.

ضع الرباعية السابقة نصب عينيك، لتضفي على حياتك التجديد الهادف، بالنشاط الماتع، وإياك عزيزي، أن تفهم مقصودي بأن تحمل على نفسك كل الوقت، منقطعا عن أهلك، وأحبابك، منشغلا بأهدافك كل وقتك، فذلك مما لا يفهمه أريب، لبيب، نجيب؛ إذ المسلم منهجه التوازن الذي يفي بجميع الحقوق بقصد واعتدال، من غير إفراط ولا تفريط «وكذلك جعلناكم أمة وسطا» البقرة : 143.

ومع توالي إنجازاتك، احرص عزيزي، على نسيجك الداخلي، خصص لنفسك يوماً من كل أسبوع، أو حتى ساعة واحدة يومياً تخلو بها مع نفسك، أو تنجز أمراً فيه متعة لك، لا تنتظر شكرًا من أحد، كافئ نفسك، قدّر ذاتك، أرسل باقة زهور لنفسك، أرفق معها هذه الرسالة الدافئة «كم أنتِ عزيزة عليّ يا نفسي، لو تعلمين مقدار حبي لك، لاستمر عطاؤك، وتجدد نشاطك، أجدد لك حبي المعطر بشذى هذه الباقة».

قد يثير مثل هذا الاقتراح عاصفة من الضحك، وذلك مُتصوّر من كل أحد عاش ويعيش حياة عادية يلفها الروتين الممل، ليس بينه وبين نفسه تلك الألفة التي قد يتكلف في بذلها لمن حوله، ابدأها من داخلك، وجرب بعد قراءة مقالي أن تنفذ اقتراحي، وستعرف أثر ذلك عاجلاً غير آجل.

ومضة: الذين يحملون في نفوسهم شرارة المعرفة، وحنيناً كبيراً إلى رفض الحياة الرّوتينية، هم دائما الذين يرسمون للحياة مستواها الجميل رغم ما يلاقونه من تعب.

ومضة: الاستشارة هي فن استخدام العقول، فبدلاً من أن تفكر بعقل واحد يمكنك أن تفكر بعدة عقول فلا تتردد في استشارة من تثق به.

فهد عبدالقادر الهتار

خريج دكتوراه - كلية التربية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA