المصابون بفرط الحركة أكثر عرضة للفشل الدراسي والحوادث والإصابات

 

يترافق اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مع مشاكل عديدة ويؤثر على الثقة بالنفس ويؤدي لصعوبات مدرسية، والاعتقاد أنه يختفي مع العمر ليس صحيحاً دائماً، فهناك بعض المصابين بهذا الاضطراب قد يستمرون بالمعاناة حتى مع تقدم العمر، ولكن الكثير منهم يتعلمون أساليب للتعامل مع المشكلة وينتهون منها خصوصاً من تم علاجهم.

وقد تبدأ ملاحظة الأعراض بين الثانية والثالثة من العمر، وتتمثل تلك الأعراض في صعوبة الانتباه لما يجري من حولهم، وبالتالي التركيز على الموضوع، وصعوبة متابعة التعليمات وكأن الطفل لا يصغي للكلام أو لا يفهمه، وقد يبدو الطفل في أحلام يقظة بعيداً عن التفاعل مع الواقع، ويكون لديهم صعوبة في تنظيم واجباتهم ونشاطاتهم، وكثيراً ما ينسى الطفل وتضيع منه حاجاته وكتبه وألعابه ويفشل في إنجاز أي مهام تطلب منه أو واجباته المدرسية.

ويلاحظ على المصاب بهذا الاضطراب أنه سريعاً ما يتشتت، فبينما تقوم الأم أو المدرّسة بشرح شيء معين للطفل، فإن أي صوت أو حركة في المحيط أو أشياء موجودة تجعله يتشتت عن الموضوع ويهتم بالمثيرات الأخرى المحيطة، والطفل في هذا الاضطراب لا يبدو عليه القدرة على الجلوس أو الوقوف بهدوء، فهو كثير الحركة وحتى وهو جالس أو واقف يحرك جسمه، ويمكن القول إنه في حركة مستمرة وكثير الكلام والمقاطعة لمن يتكلم أو يلعب ولا يصبر لسماع باقي الكلام ولا يستطيع الانتظار أو أخذ دوره في أي شيء. والأولاد أكثر إصابة بهذا الاضطراب من البنات، ويلاحظ أن البنات قد يعانين ضعف الانتباه مع بقاء الحركة في الحدود الطبيعية.

إن الطفل الطبيعي قد يكون كثير الحركة وضعيف الانتباه ومتقلب بين الحين والآخر، ومن الطبيعي للأطفال قبل دخول المدرسة أن يكون الطفل قادراً على الانتباه لفترات محدودة فقط مع صعوبة الاستمرار في نشاط واحد أو لعبة واحدة لفترة طويلة، كما أن الأطفال والكبار يتفاوت انتباههم وتركيزهم حسب درجة اهتمامهم بالموضوع وحسب وضعهم، فإذا كان جائعاً أو متعباً أو منزعجاً قد يكون انتباهه وتركيزه قليلاً.

وكذلك الأمر بالنسبة للحركة الزائدة، فالأطفال لديهم طاقة، وقد يتعب الوالدان والطفل لا يتعب، وهذا يمكن أن يكون في الوضع الطبيعي، ومن غير المهم أن يصنف الطفل على أنه يعاني من هذا الاضطراب لأنه يختلف عن أقرانه، كما أن هذا التشخيص طبي ولا يجوز أن يتم تشخيصه من قبل الأسرة أو المدرسة.

فعلى سبيل المثال الأطفال الذين لديهم مشكلة في الحركة والتركيز في المدرسة وليس لديهم مشكلة خارج المدرسة أو العكس، فإن هذا يشير إلى مشاكل أخرى في القدرات والاضطرابات التعليمية وأسلوب التربية، وهذا لا ينفي دور الأسرة والمدرسة في تقديم الملاحظات المختلفة حول الطفل دون فرض تشخيص معين.

وقد يؤدي هذا الاضطراب إلى الفشل الدراسي واعتبار الطفل قليل القدرة، وهؤلاء الأطفال أكثر عرضة للحوادث والإصابات، ويؤدي هذا بهم لاهتزاز النظرة للذات وضعف العلاقات مع الأقران وقبول الآخرين للطفل، وفي المراهقة يزيد احتمال إساءة استعمال المؤثرات العقلية والكحول.

وقد يكون الاضطراب منفرداً وأحياناً يكون مصحوباً بالإعاقات العقلية واضطرابات التطور المختلفة، بالإضافة للاضطرابات السلوكية والمزاجية والانفعالية والقلق النفسي، ومع العمر قد يرتبك التشخيص مع اضطراب المزاج مزدوج القطب.

وعند تشخيص الحالة فإن الطبيب يتبع الخطوات المعروفة وهي الفحص الجسدي والنفسي وجمع المعلومات من الطفل في مختلف الأماكن، والحصول على تقارير من المدرسة ويمكن استعمال بعض الاستبيانات لمساعدة الأسرة والمدرسة في الإجابة على الأسئلة.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA