د. المقبل: 15 - ٢٥٪ من سكان المملكة مصابون بالسكري 

حذر من خطورته وأكد تسارع المستجدات في تشخيصه وعلاجه
أهم أسباب ارتفاع نسبة الإصابة العادات الغذائية غير الصحية وعدم ممارسة الرياضة
ينبغي مراعاة الأمانة قبل نشر المعلومة الصحية والتأكد من صحتها من مصدر متخصص

 

 

 

 

 

 

 

 

حوار: منال المحور

 

يعتبر مرض السكري من الأمراض المزمنة والشائعة رغم ما تبذله الدول كافة في محاربة هذا المرض والتصدي له، وتشير بعض الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة إلى ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكري، وحرصاً من المدينة الطبية بجامعة الملك سعود للمساهمة في توعية المجتمع بأسبابه وكيفية الوقاية منه وحول مستجدات علاجه، أجرينا الحوار التالي مع الدكتور تركي المقبل استشاري السكري والأمراض المزمنة، أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة الملك سعود، والذي سلط الضوء أسباب انتشار السكري ومعدلات الإصابة به في المملكة وأبرز المستجدات الحديثة في علاجه، إضافة لأهم النصائح الطبية لتقليل الإصابة به ودور المدينة الطبية بجامعة الملك سعود في رفع مستوى التوعية والتثقيف..

 

 

 

- بداية حدثنا عن أسباب انتشار السكري ومعدلات الإصابة به في المملكة بناء على الدراسات والإحصاءات الموثقة؟

تعد الأمراض المزمنة وعلى رأسها مرض السكري من أكثر الأمراض انتشاراً في المملكة العربية السعودية، ويعد النوع الثاني من هذا المرض أكثرها انتشاراً، حيث يشكل ما نسبته ٩٠٪  من نسبة الإصابة بالسكري، ويبلغ معدل الإصابة بالسكري لدى السعوديين ٢٥٪ إلى ٣٠٪ لمن أعمارهم فوق ٣٠ سنة، وتقريباً ١٥٪ للمجتمع بشكل عام، حيث تعد هذه النسب مخيفة مقارنة بالمعدلات على مستوى العالم، وهناك أسباب كثيرة أدت إلى ارتفاع نسبة المعدلات أهمها نمط الحياة غير الصحي من عادات غذائية غير صحية، وعدم ممارسة الرياضة، وارتفاع نسبة السمنة لدينا.

 

- ما المستجدات الحديثة للعلاج؟ والرأي الطبي حول فعاليتها؟

يشهد مرض السكري بنوعيه الأول والثاني هذه الأيام ثورة علمية كبيرة، وهناك الكثير من المستجدات الجديدة للعلاج؛ وبالنسبة إلى النوع الثاني هناك أنواع جديدة من الأدوية التي أثبتت الدراسات العلمية المحكمة والقوية فائدتها للمرضى، وقد أصبح لدينا الآن أكثر من خيار لمعالجة المرضى المصابين بالنوع الثاني، هذه العلاجات الجديدة تعطي الشخص المصاب والطبيب المعالج خيارات أكثر لتحديد النوع المناسب لحالة كل مريض. كما أنه أصبح لدينا انواع جديدة من الأدوية تساعد على ضبط مستويات السكر، كما أنها تساعد أيضاً على تخفيف الوزن، بالإضافة إلى المساهمة في حماية القلب.

أما بالنسبة للسكري من النوع الأول فهناك ثورة طبية كبيرة جداً حول التطور السريع في تقنية مضخات الأنسولين، والتطور الفعال في الأنسولين المستخدم لمعالجة المرضى المصابين بالنوع الأول، بالإضافة إلى أنواع جديدة من الأنسولين تعمل لوقت أطول وتقلل من الانخفاضات وتساعد على ضبط أفضل لمستويات السكر، وإن شاء الله في المستقبل القريب سيكون هناك وسائل طبية علاجية أكثر فعالية تساعد كلاً من المريض والطبيب.

 

- أهم النصائح الطبية لتقليل الإصابة بمرض السكر؟

هناك العديد من النصائح والأمور والإجراءات التي يفعلها الشخص قد تقلل من خطر الإصابة بمرض السكر وخاصة النوع الثاني بمشيئة الله، أهمها وأكثرها شمولية العيش بنمط حياة صحي، ويشمل ذلك ممارسة الرياضة بشكل دائم ومستمر، والحرص على الطعام الصحي مثل الفواكه والخضروات وغيرها والتقليل قدر الإمكان من السكريات والوجبات السريعة التي تؤدي إلى السمنة، وبالتالي الإصابة بمرض السكري، جميع هذه الأسباب قد تساعد بمشيئة الله على تقليل خطر الإصابة بهذا المرض. 

 

- نظراً لارتفاع نسبة انتشار المرض أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مصدراً للوصفات الطبية لأهداف تجارية.. ما الحل؟

من المؤسف جداً استخدام بعض وسائل التواصل كمصدر للعلاج أو الوصفات الطبية أو التشخيص، حيث تنتشر في هذه الوسائل العديد من المعلومات الخاطئة ومجهولة المصدر تعطي أملاً لمرضى السكري وذويهم وهو أمل غير مبني على أسس علمية.

نصيحتي لمثل هذه الحالة عدم نشر أي معلومة طبية ما لم تكن موثوقة المصدر، بإمكان أي شخص من خلال هذه الوسائل التواصل مع المتخصصين في جميع المجالات للتأكد من المعلومة قبل نشرها.

في النهاية نشر المعلومة يعد أمانة وينبغي مراعاة هذه الأمانة والتأكد من صحتها؛ لأن مستوى الوعي يختلف من شخص لآخر، بعض الأشخاص قد يأخذ المعلومة وينفذها وتكون سبباً لتركه للعلاج فتزداد حالته سوءاً، لذا ينبغي عدم نشر أي معلومة قبل التأكد من مختص.

 

- ما دور المدينة الطبية الجامعية في رفع مستوى التوعية والتثقيف؟

المدينة الجامعية من الصروح العلمية المتقدمة ولها دور فعال في رفع مستوى الوعي لدى مرضى السكري وأهاليهم، ورفع مستوى الوعي لدى المجتمع بشكل عام لتقليل الإصابة به؛ من خلال الفعاليات التي تقام في الأسواق وأماكن التجمعات العامة، ومن خلال مشاركات المدينة الطبية في العديد من الفعاليات ذات العلاقة المباشرة بمرض السكري، وبمناسبة اليوم العالمي للسكري والذي يصادف ١٤ نوفمبر من كل عام وتحت رعاية معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر تقوم لجنة منظمة من المدينة الطبية بجامعة الملك سعود بإقامة عدد من الفعاليات التوعوية التي تهدف إلى زيادة وعي المجتمع حول مدى خطورة مرض السكري، وتقليل الإصابة به وتقليل مضاعفاته من خلال دعم الجهود الرامية إلى تحسين نمط الحياة، وفي هذا العام سيكون لدينا أكثر من فعالية منها ماراثون لسباق الجري ومؤتمر علمي ومعرض توعوي. 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA