«التدوين» أفضل نصيحة للفهم والتركيز والاستيعاب

لو كان هناك نصيحة واحدة مُركّزة لأجل أقصى استفادة من أي كتاب تطالعه عيناك أو أي مقال تقرأه أو أي مجال معين أحببت أن تتعمق به وترسّخ أفكاره في عقلك وتزرعها بشكل حديدي في قشرتك المخيّة؛ فإن النصيحة الذهبيّة القادرة على تحقيق كل ذلك وأكثر هي التدوين والكتابة!
نعم، فالكتابة ضمن المجال الذي تريده أو التدوين عن كتاب قرأته سيزرع فكرته في رأسك بشكل صلب، لن تنساه بعدها حتى لو أردت ذلك!
الأمر ليس صعباً أبداً بل سهل ويزداد سهولة أيضاً، خصوصاً في هذا العصر، عصر مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع التدوين المختلفة بكل أشكالها، وإن لم تستطيع استخدامها فهناك العديد من الأماكن الأخرى للتدوين، سواءً على ورقة ضمن أحد دفاترك القديمة المُهملة، أو على أي مكان تريد، المهم هو أن تدوّن!
لكن رجاءً إن كانت تدويناتك ستقتصر على تلك التي تتحدث عن فراق الأحبة وغدر الأصحاب، أو عن تلك التي خانها زوجها فتحولت من أنثى إلى ملاك صعب الامتلاك، أو ذلك الرجل الذي عانى من فترة مُراهقة متأخرة ففقد نفسه على رصيف نسيان من تركته خلف قضبان الذاكرة، فرجاءً ألا تدوّن، رجاءً أن تُخرج هذه الفكرة من رأسك حالاً!
لن ينهض الشباب العربي بالإحباطات السابقة التي ستزيد من جحيم حياته جحيماً آخر، بل سينهض بشيئين لا ثالث لهما؛ أولاً الأخلاق الحقيقيّة وليس الشكليّة، وثانيّاً العلم والقلم!
العلم والقلم، العلم المسطور، الأفكار المكتوبة، الجواهر والقيم المُدوّنة والهادفة نحو التغير هي التي ستفتح الباب على مصرعيه نحو التنوير.
حتماً القراءة مهمة كونها ستنضجك فكريّاً وتزيد من حجم مصطلحاتك اللغوية وفهمك لما يجري من حولك، لكن التدوين سيركّز تلك الأفكار لأقصى حد، بالإضافة لمساهمته بالتأثير ضمن الوسط المحيط بك أيضاً، خصوصاً الوسط الشبابي إن كنتَ كاتباً شاباً وإن كنتِ مدوّنة صغيرة السن!
لا تلق بالاً لما يدوّنه الكتّاب العجزة الذين لا يتوقفون عن الحديث عن ذكرياتهم في الكشّافة أو عن تاريخ تحفة قديمة في مدينتهم لا يعبأ أحد بها،أو أي شيء آخر غير مهم لا يُسمن ولا يُغني من جوع، بل اقرأ ودون في الأخلاق والنجاحات والعلوم والمعارف والثقافات وتحقيق الأهداف والطموحات.
«من المَحبرة إلى المَقبرة» اِتخذ من هذه العبارة شعاراً رئيسيّاً لك في الحياة، وإن لم تستطع فشعاراً فرعيّاً، لكن إياك أن تخرج من هذه الحياة دون أن يَسمع أحد لك أو يقرأ حتى، فالطريق نحو التنوير والتحقيق النجاح يبدأ حتماً بالأخلاق والقلم.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA