«وسائط كلاوس» مادة أولية لتصنيع الإسمنت البورتلندي

في دراسة حصلت على براءة اختراع أمريكية

 

في إطار أن المعالجة باستخدام «تقنية كلاوس» لا تزال هي الطريقة الأكثر استخداماً حول العالم لتحويل كبريتيد الهيدروجين المستخلص من الغاز الحمضي أو الغاز الناتج من معامل التكرير إلى كبريت خام عبر مرحلتين تتمثل الأولى في المعالجة الحرارية والثانية في المعالجة بالوسيط الكيميائي، ولأن كبريتيد الهيدروجين يتأكسد جزئياً أثناء المعالجة الحرارية، مع الهواء في فرن التفاعل في درجات حرارة عالية (1000-1400 درجة مئوية)، حيث يتشكل الكبريت، وتبقى بعض أجزاء كبريتيد الهيدروجين غير متفاعلة، وتتشكل أيضاً بعض جزيئات ثاني أكسيد الكبريت، وأثناء عملية المعالجة بالوسيط الكيميائي، تتفاعل جزيئات كبريتيد الهيدروجين المتبقية مع ثاني أكسيد الكبريت في درجات حرارة منخفضة (من 200 إلى 350 درجة مئوية) عبر الوسيط الكيميائي لإنتاج المزيد من الكبريت.

ولإيجاد حلول بيئية لما يجري التخلص منه سنوياً من مئات أطنان الوسائط الكيميائية المستهلكة الناتجة عن عمليات المعالجة بتقنية كلاوس في معامل معالجة الغاز في أرامكو السعودية، عن طريق دفنها في الأراضي البور، وهو الأمر الذي قد يسبب مشكلات بيئية وتكاليف تشغيلية إضافية خلال عدة سنوات.

فقد أظهرت دراسة أعدّها الباحث منصور الشافعي من مركز البحوث والتطوير في أرامكو السعودية، أن وسائط كلاوس يمكن استخدامها دون أية معالجة مسبقة كمادة أولية لتصنيع الإسمنت البورتلندي لتحل محل البوكسيت والطين، وقد نالت هذه الدراسة براءة اختراع برقم (US 8,029,618 B2) من (United States Patent).

وتحقيقاً لهذه الغاية، مُزجت عينات من وسائط كلاوس بنسب ملائمة مع الحجر الجيري والرمل وخام الحديد لإنتاج عينات الإسمنت البورتلندي، وجرى تحليل عينات الإسمنت الناتجة وفحصها وتقييم أدائها في مركز البحوث والتطوير في أرامكو السعودية، وفي مختبرات (سي تي إل إنجنيرنق إنك) بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث أظهرت نتائج الفحص أن التركيب الكيميائي وقوة عينات الإسمنت الناتجة عن وسائط كلاوس مشابهة للإسمنت المنتج من مواد خام تقليدية.

ومن المتوقع أن يؤدي استخدام وسائط كلاوس في تصنيع الإسمنت البورتلندي إلى جني فوائد عظيمة للبيئة من جهة، وخفض التكاليف من جهة أخرى، وسيكون حجم الإسمنت المصنع الذي يمكن استخدامه في المناطق التي تنتج فيها وسائط كلاوس في المملكة العربية السعودية كافياً للاستفادة من كل هذه النفايات. وخلاصة القول، أن هذه الممارسة تغني عن الحاجة إلى مكبات للتخلص من الوسائط الكيميائية المستهلكة، وفي الوقت نفسه، تؤدي إلى خفض التكاليف التشغيلية.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA