كن إيجابيا وتقبل الاختلاف في الرأي

لو أجريت جولة سريعة على القنوات الفضائيّة أو الصفحة الرئيسيّة لحسابك على تويتر أو الفيسبوك، ستجد العديد من الآراء والعديد من القناعات والأفكار التي يتبنّاها الأفراد ويدافعون عنها، وهذا أمر إيجابي طالما أنه لم يخرج عن الأطر العامة دينياً واجتماعياً ووطنياً.

قيل قديما «الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية» وهذه المقولة لا تزال صحيحة، إذ لو كان الجميع يعيشون بنفس النمط، ويملكون نفس التفكير، ونفس الآراء، لكان الأمر مُملاً جداً وخطيراً جداً، كونه سيقود في النهاية لمجتمع جامد وليس متحرك أو متطور باستمرار قائم على الاختلاف!

لكن الاختلاف يجب أن يبقى منضبطاً ومسيطراً عليه، وألا يمس الثاوبت الدينية والعقدية والأصول الاجتماعية والسياسية والوطنية، وألا يتحول إلى سبب للعراك أو الصراع أو الإيذاء أو التصفية، فليس لأحد الحق في معاقبة أو محاسبة أو إيذاء أحد لمجرد اختلافه معه فكرياً أو ثقافيباً أو رياضياً، توقف عن كره البشر لاختلافهم معك بالأفكار والآراء.

من حق الجميع أن يعبروا عن آرائهم بحرية تامة وفق ضوابط الشرع والعرف الاجتماعي والقوانين السارية، دون أن يتعرضوا لأحد بالأذى، ودون أن يؤذيهم أحد، حتى لو كان مختلفاً معهم، قد ترد عليهم فكريّاً وهذا جميل، أو تناقش أفكارهم لا أشخاصهم، وهذا أجمل، لكن إياك أن تُعطي نفسك الحق بأن تشتمهم أو تؤذيهم أو تسحقهم لأنهم يفكرون بطريقة مخالفة لتفكيرك أو يشجعون فريقاً غير فريقك!

افتح ذهنك ووسع مداركك وتقبل الآخر، ولتتخذ من مقولة فولتير – فيلسوف التنوير الفرنسي – مبدأً جوهريّاً في هذه المسألة إذ يقول «قد أختلف معك في الرأي، ولكني مُستعد أن أضحي بحياتي لأجل حريتك في التعبير عن رأيك».

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA