المهارات الاجتماعية في البيئة الأكاديمية 

زاوية: جامعتي 2030

يتوقف نجاح الإنسان بعد توفيق الله، على تعلم الكثير من المهارات الحياتية، حتى يستطيع مواجهة صعوبات الحياة وخوض غمارها، ومن المهارات المؤثرة في هذا الصدد، المهارات الاجتماعية التي تساعد الإنسان على العيش بفطرته التي خلقه الله عليها، فهو كائن اجتماعي.

وبدون المهارات الاجتماعية يعيش الإنسان في عزلة، ويتعثر كثيراً في الوصول لطموحاته المستقبلية، إضافة إلى شعوره الدائم بالانعزالية والغربة حتى وسط وطنه وإخوانه، كما تؤثر المهارات الاجتماعية على كفاءة الإنسان وفاعليته في الحياة.

ويذكر العديد من المتخصصين أن المهارات الاجتماعية تشير إلى السلوكيات المكتسبة والمقبولة اجتماعياً التي تجعل الإنسان قادراً على التعامل بفاعلية مع الآخرين وتجنب السلوكيات غير المقبولة اجتماعياً، وتحقق قدراً من التفاعل الإيجابي مع المجتمع.

وعادة ما يتصف الأشخاص الذين يتمتعون بالمهارات الاجتماعية بمزيد من الامتنان والقدرة على تحمل تبعات الحياة ومواجهة ضغوطها، فهم يكتسبون ميزة يفتقدها غيرهم، وهي تعاطف الآخرين معهم، ومساندتهم في الأوقات التي يحتاجون فيها إلى دعم ومساندة، كما تزداد فعالية هؤلاء الأشخاص في تقديم الخدمات المختلفة للمجتمع، فنجدهم دائماً يساعدون الغير ومتفائلين.

وهي نعمة من الله، قد تجد البعض محروماً منها، فحب الناس كنز ثمين، ومن الصعب أن يستطيع الإنسان اكتساب قلوب الآخرين ما لم يكن يتمتع بالمهارة الاجتماعية والكفاءة، وحتى نتصور أهمية المهارات الاجتماعية يكفي أن نقارن الشخص الانعزالي، وشخص آخر اجتماعي، فهذه المقارنة تكشف لنا الفرق بين الاثنين، خاصة في القدرة على مواجهة تحديديات الحياة، والشعور بالسعادة، والنجاح الشخصي والمهني والاجتماعي.

ويأخذ كل منا نصيبه من إتقان المهارات الاجتماعية، حيث يتطلب ذلك درجة من النضج والتعلم والتدريب، إضافة إلى المبادرة، والاهتمام بالآخرين، والإحساس بهم، وفي الحياة العملية كثيراً ما نرى أشخاصاً مميزين في مجالهم، إلا أنهم يعانون نقص المهارات الاجتماعية.

وتعد البيئة الأكاديمية بيئة ثرية بالخبرات التعليمية التي يمكن أن تسهم في إكساب منسوبيها المهارات الاجتماعية، خاصة إذا تحدثنا عن التنوع الكبير في خصائص المنسوبين من حيث الأعمار والثقافة والاهتمامات والتخصصات، هذا التنوع الكبير يسهم في تنمية كثير من المهارات الاجتماعية من خلال التواصل بين المنسوبين داخل البيئة الأكاديمية، والتعامل معهم.

كما يلعب القيام بالأدوار المختلفة داخل البيئة الأكاديمية دوراً في إكساب منسوبيها مزيداً من التدريب على المهارات الاجتماعية، مثل الصداقة والتعاون والإيثار والتفاوض، وطلب المساندة، وغيرها من المهارات الاجتماعية التي يحتاج إليها الإنسان في حياته، وهي عملية تحتاج إلى تعليم، وتدريب، حتى يستطيع الإنسان أن يبلغ درجة من الكفاءة التي تساعده في النجاح الشخصي والمهني والاجتماعي. 

أ. د. يوسف بن عبده عسيري

وكيل الجامعة للتخطيط والتطوير

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA