أنف إلكتروني للتنبؤ المبكر بالسرطان

يعد السرطان السبب الثاني للوفاة على مستوى العالم وخاصة سرطان الرئة والكبد والقولون والثدي والبروستاتا، ويعزى ذلك إلى النمط الغذائي غير الصحي والتلوث البيئي والتدخين وتناول الكحول، والتي تؤدى إلى حدوث طفرات في المادة الوراثية «DNA».

الجديد في هذا الأمر إمكانية استخدام التقنيات الحديثة للتنبؤ بالسرطان مبكراً، وذلك  بالفحص الجيني وقياس دلالات الأورام، إذ بالرغم من التقدم التقني في  هذا المجال إلا أنه لا يزال يوجد بعض المشكلات مثل تألم المرضى عند الحصول على العينات من الورم، كما أن فحص العينات يستغرق أوقاتاً طويلة وبعض الفحوصات معقدة وباهظة الثمن وغير متاحة للجميع.

في العصر القديم كان الأطباء يستخدمون حاسة الشم في تشخيص الأمراض، وهي طريقة سهلة وبسيطة وغير مكلفة، وحديثًا تحاول بعض كليات الطب إعادة هذه التقنية، فقد أشارت دراسة الحديثة أنه يمكن استخدام الكلاب البوليسية التي تتمتع بحاسة شم فريدة من نوعها للتعامل مع ديناميكيات الهواء، كما أفادت دراسات بقدرة الكلاب على تشخيص سرطان البروستاتا بدقة فائقة.

ويأمل القائمون على هذه الدراسة باعتمادها كبديل عن الطرق التقليدية لتشخيص السرطان، أيضاً أثبتت دراسة أخرى قدرة الكلاب على اكتشاف سرطان الرئة في مراحله المبكرة والتمييز بينه وبين أمراض الرئة الأخرى.

أيضاً أكدت العديد من الدراسات الحديثة قدرة الكلاب على تشخيص سرطانات الثدي والقولون والمثانة والمبيض. كما تتمتع الكلاب بالقدرة على التنبؤ بنوبات الصرع والاضطرابات الهرمونية وأمراض القلب، حيث إن الأمراض ينتج عنها بروتينات ومواد عضوية ذات رائحة مميزة يمكن للكلاب التعرف عليها بحاسة الشم.

وعلى الرغم من أن هذه الدراسات مثيرة للاهتمام إلا أنها تحتاج لدراسات أعمق، وقد تكون طفرة في تشخيص وعلاج الأمراض السرطانية في مراحلها الأولى. 

وحيث إنه من الصعب للغاية استخدام الكلاب في العيادات، لذا يحاول العلماء تطوير «أنف اصطناعي إلكتروني» لقياس الجزيئات المنتجة للرائحة ويمكن الاستفادة منه للكشف المبكر عن السرطان وعلاجه في مراحله المبكرة.

وباستخدام هذه التقنية يستطيع العلماء مضاهاة عملية الشم النشط التي تقوم بها الكلاب البوليسية باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطوير «أنف إلكتروني» يعمل من خلال تحريك الهواء عبر مجرى اصطناعي وقياس الطيف اللوني للجزيئات المنتجة للرائحة في الزفير.

ويمكن للأنف الإلكتروني التعرف على الروائح للكشف عن المتفجرات والمخدرات والميكروبات والخلايا السرطانية. كما يمكن تدعيم المناظير الجراحية بالأنف الإلكتروني لتشخيص السرطان فقد أظهرت الدراسات الأولية استخدام هذه المنظومة في تشخيص السرطان بسرعة فائقة.

أ. د. جمال الدين إبراهيم هريسه

كلية الصيدلة

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA