«وحدة الاحتياجات الخاصة» بمكتبة الطالبات توفر بيئة أكاديمية أكثر فاعلية

«مغيبة» عن الموقع الإلكتروني للمكتبة ومجهولة لدى نسبة كبيرة من المستفيدات
تخدم الوحدة ذوات الإعاقة في البحث والتصوير والطباعة وتضم متخصصات مؤهلات
توفر الوحدة أجهزة حاسب آلي وبرامج قراءة وتكبير ووحدات دراسية مرقمة للمكفوفات

 

 

تقرير: أسماء المالكي

 

 

منذ ثلاث سنوات ذهبت للمكتبة المركزية للطالبات, بالمدينة الجامعية, بعد معرفتي بوجود قسم للمصادر السمعية, والبصرية فيها, أخبروني حينها أن هذا القسم خاص بذوي الاحتياجات الخاصة, ولا أستطيع الاطلاع عليه, ومنذ ذلك الوقت والفضول يكتسح ذلك القسم بالنسبة لي, حيث لم أسمع عنه أنباءً, ولم يتطرق أحد لذكره أثناء ترددي المتكرر على المكتبة, يسمى حاليًا بـ «وحدة الاحتياجات الخاصة –special needs unit»، بعد أن كان قسم الاحتياجات الخاصة والوسائل السمعية والبصرية.

 

أهمية الوحدة

قصة الوحدة بدأت بفكرة لمعت في ذهن بعض منسوبي المكتبة, حيث أخذت كل من «رسمية الجمعة» تخصص تربية خاصة إعاقة سمعية, و«منيرة الزهراني» تخصص لغة عربية, على عاتقها مهمة تنفيذها, أثناء حديثنا أطلعتني رسمية بشغف على مراحل إنشاء وحدة الاحتياجات الخاصة بالمكتبة المركزية للطالبات, وعن التحديات التي واجهتهن, وماذا تقدم الوحدة حاليًا لذوي الاحتياجات الخاصة, ولماذا ما زالت الوحدة مجهولة للبعض وبشكل خاص للفئة المستفيدة منها.

 

بداية الفكرة

بدأت الحديث أ. رسمية الجمعة قائلة: عند الانتقال للمدينة الجامعية, وتواجدنا في المكتبة المركزية, ورغبتنا في تطوير عمادة المكتبات, لاحظنا وجود أعداد متزايدة للطالبات من ذوي الاحتياجات الخاصة داخل المكتبة, وحاجتهن الماسة للخدمة, حيث تضطر الطالبات للتصوير, أو طباعة برايل خارج المكتبة, أو حتى إيجاد شخص ما يقرأ لهن الكتب, فأصبحت خدمتهن بشكل أفضل مسؤولية  لابد من إنجازها, أيضاً وجود تخصصات تربية خاصة داخل المكتبة.

 

الصعوبات والتحديات

عدم توفر مكان مهيأ لذوي الاحتياجات الخاصة داخل المكتبة, كان من أهم التحديات التي واجهتنا، عملية البحث والتهيئة للمكان الذي كان أشبه بمستودع, وبدون كهرباء, وتم تجهيزه بجهد شخصي من الموظفات كان تحدياً كبيراً تغلبنا عليه بالإصرار والعزيمة والرغبة بتقديم أفضل الخدمات للطالبات، كذلك عدم وجود مقابس كهربائية أو نقاط إنترنت داخل القاعة, من أصعب التحديات التي واجهتنا, والتي استغرق تنفيذها ثلاث سنوات بالتواصل المستمر مع الجهات المسؤولة دون ملل أو كلل.

 

ضياع الخطابات

وأضافت: رافق جهدنا اختفاء غريب للخطابات المرفوعة قبل أن تصل للجهات المعنية بالتنفيذ, علماً أننا نسير حسب التسلسل الإداري, الذي سبب لنا التباساً فيما بعد مع الصيانة. وقالت في تعجب: «أين تذهب الخطابات لا أعلم»! كنت كل يوم أتلهف لحل مشكلة المقابس, ونقاط الإنترنت لأعود خائبة, علمًا أنه يتم تركيبها لأقسام داخل المكتبة لكن دائمًا ما نستثنى, فنضطر لاستخدام أجهزتنا الخاصة لتفعيل الإنترنت, كنا محبطين للغاية, لكن واصلنا جهودنا رغبة في الأفضل لطالباتنا, وكانت في كل خطوة عقبة, وكل يوم نتخطى فيه عقبة هو يوم عيد لنا.

 

الأجهزة والمصادر  

في ذلك الوقت كنا قد بدأنا بالبحث عن الأجهزة لخدمة الطالبات, لم نكن على علم إطلاقًا بأن هناك أجهزة لمساعدتهم على كثير من المهام, كالتكبير لضعاف النظر, وبرامج قارئة للمكفوفين, بعد بحث دؤوب لمعرفتها عبر المواقع الأجنبية, وبعد عثورنا على الأجهزة المناسبة, وتقنينها رفعنا الخطابات لجلبها, حيث تم التواصل مع الشركات الموردة, لكن في ذات الوقت القاعة لم تكن مهيأة بتاتاً.

 

التشكل والإعلان

بدأ تشكل المكان بعد توفر الأجهزة اللازمة لخدمة الطالبات, الذي كان بطيئًا, لم تكن جميع الأجهزة تعمل وما زالت, كنا نستخدم توصيلات 30 متراً لوجود مقابس قليلة موزعة داخل قاعة الوحدة, في تلك الأثناء دأبنا على التوعية بوجودنا لخدمة الطالبات, وكثيراً ما تتفاجأ الطالبات ذوات الاحتياجات الخاصة, حيث لم يكن لديهن أي فكرة عن وجودنا واضطرارهن للتعب للحصول على ما يحتجن وشعورهن بالملل في السكن، حيث قال لنا بعضهن: «لو علمنا لأتينا لنستفيد».

 

مشاركات خارجية

شاركنا بركن في فعالية سبق إقامتها في المدينة الجامعية للطالبات أطلق عليها «جامعتي في خدمتي» وامتدت أسبوعا كاملا, وكنا يوميا نشاهد الدهشة في أعين من يسمع عنا للمرة الأولى, علما بأننا قد أعلنا سابقا في مركز ذوي الاحتياجات الخاصة في كلية التربية, أيضا شاركنا بفعالية معرض الكتاب في جامعة الأميرة نورة، وقابلنا كثير من الجهات للإعلان عنا, ولكن يبقى الجهل بوجودنا شائعاً، وقد علمنا حينها أن صوتنا لم يصل وجهدنا لم يتضح بعد.

 

الخدمات المقدمة 

تقدم الوحدة قائمة بالخدمات المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة كالكفيفات, الصم, وإعاقة حركية, لمساعدتهن في الحصول على المعلومات, والكتب, وإتمام مهامهم الأكاديمية داخل المكتبة, حيث توفر الوحدة أجهزة حاسب آلي مزودة ببرامج قارئة, وأجهزة تكبير مكتبية داخل القاعة, والوحدات الدراسية التي توفر الخصوصية والهدوء للطالبات, حيث يمكنها حجزها لأسبوع, أو شهر, أو فصل دراسي, تحفظ فيه كتبها وأجهزتها, مرقمة للمكفوفات، ويمكن أيضا أخذ جهاز التكبير المحمول إلى قاعات أخرى, مع وجود جهاز Braille sense إلكتروني, يعتبر بديلاً للوحة المفاتيح للمكفوفات.

 

تركيز الضوء

في الختام أكدت أ. رسمية الجمعة وأ. منيرة الزهراني أن الخدمات التي تقدمها الوحدة قيمة للغاية, ووجهتا شكرهما لكل من ساعد قي بناء هذه الوحدة, وأبديا تمنياتهما بتسليط الضوء أكثر على هذه الوحدة وخدماتها وأهميتها وبخاصة للفئات المستفيدة، ودعتا وسائل الإعلام وفي مقدمتها صحيفة رسالة الجامعة للتواصل مع الوحدة ونشر الأخبار والتقارير الخاصة بها. كما تم التعبير عن الاستغراب والدهشة من غياب أو «تغييب» المعلومات حول وحدة الاحتياجات الخاصة على موقع المكتبة المركزية للطالبات, وعدم ظهورها على أقسام المكتبة الرئيسية, مما يفضي الى غياب كثير من المعلومات, حول كثير من جهات الجامعة إلكترونيا, أو على الأقل بشكل أكثر تفصيلا.

*********

بووووكس

 

خطة تطويرية

يعد التنظيم الداخلي وتوزيع المهام والخدمة داخل وحدة الاحتياجات الخاصة، سلساً ومفعلاً بشكل كبير, لكن المسؤولين عن الوحدة يسعون للتطوير, إذ لا يزال هناك أجهزة لا تعمل والحاجة ماسة لتفعيل جميع الأجهزة وتوفير آلة تصوير, لأن الطالبة تنهي جميع مهامها في الوحدة ثم تضطر للصعود للطابق الثاني للتصوير, حيث قد لا تحصل على الخدمة بسلاسة, والوحدة تسعى لتوفير الراحة والكفاءة للطالبات, وسيتم في المستقبل القريب طلب أحدث البرامج والأجهزة التي تخدم هذه الفئة الغالية, إضافة للتوسع في تقديم الخدمات, والاستعانة بجهات مختصة فيما يخص العمل معهن, لتطوير مهارات منسوبات المكتبة, حيث يلاحظ وجود نوع من التخوف لدى بعض العاملات داخل المكتبة, من مجرد المحاولة في التعامل معهن, ظناً منهن أنهن غير قادرات على التواصل الفعال والتفاهم, فيهاتفن القسم بذعر ليسرع بالمساعدة، مما يستدعي تنظيم دورات تدريب وتأهيل.

************

braille sense

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA