أسئلة ملحة حول التسهيلات الأكاديمية لذوي الإعاقة  «2 - 2»

يشير مصطلح «التسهيلات الأكاديمية» أو «المواءمات» المقدمة للطلاب ذوي الإعاقة في مؤسسات التعليم العالي، إلى التعديلات والتكييفات التي يتم إجراؤها في بيئات التدريس والتعلم، بقصد المساعدة على إتاحة الفرص المتكافئة وتوفيرها على قدم المساواة للطلاب ذوي الإعاقة، شأنهم في ذلك شأن الطلاب الآخرين الذين ليس لديهم إعاقات.

ورغم التحاق العديد من الطلاب ذوي الإعاقة بمؤسسات التعليم العالي إلا أن هناك تساؤلات هامة ومُلحّة حول تقديم التسهيلات الأكاديمية لهؤلاء الطلاب، تم طرح خمسة تساؤلات منها في مقال الأسبوع الماضي والإجابة عليها، وسيتم في مقال هذا الأسبوع طرح مجموعة أخرى من التساؤلات والإجابة عليها..

 

- ما مسئولياتي كأستاذ للمقرر نحو الطالب من ذوي الاعاقة؟

أستاذ المقرر مسؤول عن تقديم التسهيلات المقررة من مكتب خدمات الإعاقة بالجامعة، وهذا لا يعني أنه مطلوب منه إنجاح الطلاب الذين يخفقون في إظهار المستوى المطلوب من الفهم أو كفاءة الأداء، وعند تقديم التسهيلات، يجب على الأستاذ تصحيح عمل الطالب من ذوي الإعاقة مثل تصحيح أعمال الطلاب الآخرين.

أيضا يعد الأستاذ مسؤولاً عن حماية خصوصية الطالب ذي الإعاقة، ويجب حفظ بياناته حول التسهيلات في مكان آمن، ومناقشتها فقط مع الأفراد المصرح لهم، مثل مساعد التدريس، وأخيراً يجب أن لا يكون هناك انتباه زائد يركز على الطالب ذي الإعاقة أكثر من تقديم التسهيلات المطلوبة. 

 

- كيف أعرف كأستاذ للمقرر أن الطالب لديه إعاقة؟

سوف تعرف أن لدى الطالب إعاقة موثقة عندما يصلك خطاب مكتب خدمات الإعاقة بالجامعة حول التسهيلات المطلوبة، وفي كل مقرر دراسي يصل خطاب يوضح طبيعة التسهيلات المقترحة، وهذه الخطابات تقدم معلومات محددة حول التسهيلات الأكاديمية المطلوب تقديمها للطلاب ذوي الاعاقة للاشتراك في المقرر.

 

- هل يمكنني سؤال الطالب إذا كان لديه إعاقة؟

لا، فهذه معلومات سرية. ويمكنك تسهيل استخدام الطالب ذي الإعاقة للخدمات في المؤسسة التعليمية من خلال تضمين العبارة التالية في وصف المقرر: «إذا كان لديك إعاقة موثقة تتطلب تسهيلات أكاديمية، من فضلك قابلني بأسرع وقت خلال الساعات المكتبية، وللحصول على تسهيلات في هذا المقرر يجب أن تقدم لي خطاب التسهيلات من مكتب خدمات الإعاقة، إذا لم تعملها بعد، فيجب عليك المبادرة بالتسجيل في مكتب خدمات الإعاقة».

 

- هل يطلب من الجامعات تسهيل الاختبارات للطلاب ذوي الإعاقات؟

نعم، يجب على الجامعات تأسيس عملية لجعل اختباراتها ممكنة الوصول للأفراد ذوي الإعاقة ويمكن للكليات تنفيذ ذلك من خلال تقديم تسهيلات ملائمة للطلاب ذوي الإعاقة، وينبغي تذكر أن حاجات كل طالب فردية، ومن الأمثلة على التسهيلات، السماح للطالب بتمديد الوقت لإكمال الاختبار، أو إعداد مكان خالٍ من المشتتات، أو مترجم لغة الإشارة، أو قارئ، أو نماذج اختبار بديلة.

 

- يمدد وقت الاختبار لبعض الطلاب ذوي الإعاقة هل هذا عدل للطلاب الآخرين؟ 

أشارت القوانين في هذا الجانب إلى ما نصه: يجب أن تعكس نتائج الاختبارات بدقة مستوى استعداد أو تحصيل الطالب أو أي شيء يهدف الاختبار لقياسه، أكثر من عكس إعاقة الفرد الحسية أو الحركية أو مهاراته اللفظية.

 

- هل يمكن أن يرسب الطالب من ذوي الإعاقة؟

نعم، من المحتمل أن يرسب الطالب من ذوي الإعاقة، وقد شرعت القوانين الوصول للتعليم، وليس ضمان النجاح الأكاديمي، وعندما يقدم عضو هيئة التدريس تسهيلات أكاديمية منطقية، فهذا كل المطلوب للاستجابة للقانون، وإذا لم يقابل الطالب متطلبات المقرر، يصبح بالتالي رسوبه مناسباً وقانونياً.

 

- هل من المقبول سؤال الطالب الذي لديه صعوبات واضحة إذا كان لديه إعاقة أو تحويله إلى المكتب الذي يقدم خدمات دعم الإعاقة؟

لا، ليس من المناسب السؤال بشكل مباشر حول الإعاقة المحتملة، لأسباب منها أن قانون الأمريكان ذوي الإعاقات «ADA» أشار إلى أن المؤسسة العامة قد لا تقوم بالاستفسار غير الضروري عن وجود الإعاقة، وهذه الاستفسارات عادة ترتبط بالتوظيف أو الفرز الذي يسبق القبول، ويجب تجنب مثل هذه الاستفسارات أو الأسئلة عند الحديث مع الطالب، حيث تعتبر مثل هذه الاستفسارات فضولاً وتطفلاً، ولكن قد تشجع الطالب الذي لاحظت لديه صعوبة أكاديمية أن يأتي للحديث معك حول الحصول على المساعدة.

 

- ما هي الإعاقات الخفية «المستترة»؟

الإعاقات الخفية هي الإعاقات الجسمية أو العقلية التي لا تظهر للآخرين ولا تكون بادية للعيان، ومن هذه الإعاقات والحالات على سبيل المثال: صعوبات التعلم، الاضطرابات الانفعالية، الصرع، مرض السكر، أمراض القلب، والمرض المزمن. أما الإعاقات الأخرى، مثل الشلل، العمى التام، أو الصمم، فهي عادة ظاهرة للآخرين.

 

- كيف يمكن الوفاء باحتياجات الطلاب ذوي الإعاقات الخفية؟

فيما يلي أمثلة توضح كيف يمكن للجامعات التعامل مع احتياجات الطلاب ذوي الإعاقات الخفية: 

• الطالب ذو المشكلة الطبية المزمنة، مثل مرض السرطان أو السكري، قد يعطى اعتباراً خاصاً لتسهيل احتياجاته الأكاديمية، فعلى سبيل المثال قد يحتاج لجدول محاضرات يسمح بالراحة والنقاهة بعد جلسة العلاج الكيميائي.

• الطالب ذو صعوبات التعلم التي تؤثر الصعوبة في قدرته على إظهار المعرفة في الاختبار المقنن أو في مواقف اختبار محددة، قد يتطلب تعديل ترتيبات الاختبار، مثل الاختبار الشفهي أو صيغ اختبار مختلفة.

• الطالب ذو صعوبات التعلم أو الإعاقة البصرية التي تؤثر على قدرة أخذ الملاحظات في المحاضرة قد يحتاج كاتب للملاحظات أو جهاز تسجيل.

• الطالب ذو المشكلة الطبية المزمنة قد يواجه صعوبة في المشي لمسافة طويلة أو صعود الدرج، وهذا الطالب قد يتطلب موقفاً خاصاً ووقتاً كافياً بين المحاضرات أو اعتبارات أخرى للحفاظ على طاقة الطالب لمتابعة دراسته.

• الطالب الذي لديه صرع ولا يتحكم في النوبة أو تحفز النوبة لديه بالضغوط أو التوتر قد يحتاج تسهيلات للنشاطات الضاغطة مثل الاختبارات الأكاديمية الطويلة.

د. زيد بن محمد البتال

كلية التربية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA