أدباء خلّدوا أسماءهم برواية واحدة

عندما يُقرر شخص ما أن يكتب رواية، ففي الغالب يعلم أن أولى تجاربه سيكون نجاحها محدودًا وأن طريق الشهرة أمامه طويل، وغالبًا لا تأتي الشهرة إلا بعد عدة روايات، وبعد الشهرة يبحث الجمهور عن الرواية الأولى ليقرأوها.

لكن في تاريخ الأدب كان هناك استثناءات، أدباء كتبوا رواية أولى ووحيدة، وكانت كافيةً لتُخلد أسماءهم في عالم الأدب، وتمنحهم الشهرة التي يطمحون إليها وأكثر.

* رواية “ذهب مع الريح” للكاتبة الأمريكية “مارجريت ميتشيل” فاقت شهرتها الآفاق وتم تحويلها لفيلم سينمائي شهير جدًا، وقد استغرقت كتابتها ست سنوات خلال الفترة من 1930 إلى 1936.

تدور أحداث الرواية في مدينة أتلانتا عاصمة الولاية الجنوبية “جورجيا”حول”سكارليت أوهارا” الفتاة المُدللة التي يسعى الشباب لخطب ودها، ولكنها تحب “آشلي” الشاب المثقف الذي لا يبادلها الحب، بينما يطاردها “ريت بتلر” الشاب اللعوب ذو السُمعة السيئة.

ومع قيام الحرب الأهلية تنقلب حياة “سكارليت” رأسًا على عقب حيث تخسر كل شيء، تتوفى والدتها ويُجن والدها حزنًا لتُصبح “سكارليت” هي المسؤولة عن حماية مزرعة عائلتها وشقيقاتها الفتيات خلال الحرب، لتتحول إلى السيدة القوية التي لا تمت بصلة للفتاة المُدللة التي قابلناها في بداية الرواية.

* رواية “دكتور زيفاجو” للكاتب والشاعر الروسي “بوريس باسترناك” رواية اجتماعية سياسية، تدور أحداثها خلال الفترة من 1903 و1929 حول الطبيب “يوري زيفاجو” الذي تزوج من فتاة جميلة قبل الحرب العالمية الأولى، ويعيش معها حياة سعيدة، إلى أن يتم استدعاؤه لأداء الخدمة العسكرية كطبيب أثناء الحرب، ويتعرف هناك على “لارا” الممرضة الحسناء التي يقع في حبها لتبدأ بينهم قصة حب تنتهي مع نهاية الحرب، ومع بداية الثورة الروسية يهرب “زيفاجو” مع زوجته إلى أحد مناطق الريف الروسي ليقابل هناك “لارا” مرة أخرى ويتجدد الحب بينهم.

* رواية “ لا تقتل عصفورًا بريئاً” هي الرواية الوحيدة للمؤلفة الأمريكية “هاربر لي” وبرغم أنّها لم تنشر سواها تقريبًا، إلّا أنّ نجاح الرواية وأهميتها الشديدة في تاريخ الأدب الأمريكي كان سببًا لتحصل “هاربر لي” على الميدالية الرئاسية للحرية في عام 2007 على مجمل مسيرتها الأدبية.

الرواية مستوحاة من حياة الكاتبة، وأيضًا من حادث وقع بالقرب من بلدتها عندما كانت طفلةً في العاشرة، وتعرض قصة اجتماعية شديدة الثراء، لاقت نجاحًا ساحقًا بمجرد نشرها عام 1960، وفازت بجائزة بوليتزر عام 1961، وطُبع منها أكثر من 30 مليون نسخة منذ تاريخ نشرها، وتم ترجمتها لأكثر من 20 لغة. كما تم تحويلها إلى فيلم شهير جدًا عام 1962 فاز بثلاث جوائز أوسكار.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA