دوّن أفكارك

روي عن الإمام البخاري رحمه الله، أنه كان ينام ثم تأتيه الفكرة والخاطرة، فيقوم ويوقد السراج ويدوّن هذه الفكرة ثم يطفئ السراج وينام، فتأتيه فكرة أخرى فيقوم ويوقد السراج ويدوّن الفكرة ويطفئ السراج ثم ينام، وبلغ أنه كرر هذا الأمر في بعض الليالي عشر مرات!
أحيانا تأتينا أفكار إبداعية أو تراودنا في لحظات هدوئنا وسكوننا أو تتطاير في مخيلتنا، ولا نكاد نلتقط فكرة من تلك الأفكار حتى تصبح الفكرة الأخرى في الهواء، البعض يعتبر ورود مثل تلك الأفكار نوعاً من الإلهام، ويعتبر تلك الأوقات التي تنتشر فيها الأفكار من أجمل الأوقات.
كما أن لكل شخص وقتاً تأتيه خلاله مثل تلك الأفكار والإلهامات، بمعنى أن مثل تلك الأفكار ليست حكراً على فئة أو نوعية معينة من البشر كما أنها لا تأتي في كل وقت، لذلك يجدر بنا تدوين أفكارنا لحظة ورودها.
هناك أشخاص تأتيهم الأفكار بالارتباط بشيئ معين، مثلا عندما يكون الشخص بجانب المدفأة والجو كله مظلم مثلاً، وأحيانا عندما يكون في السيارة، وآخر عندما يكون مسترخياً أو مستلقياً أو متهيئاً للنوم، لذلك يجب تدوين تلك الأفكار مباشرة لأن الفكرة التي تأتي لا تعود.
بعد التدوين يجب استغلال الفكرة بأحسن الطرق، فكلما كبرنا في السن ينقص حجم الأفكار الجميلة ويغلب على أفكارنا طابع المادية والعقلانية، وتبدأ أفكار الطفولة والشباب تتلاشى، تخيل نفسك تقرأ أفكار طفولتك أو مراهقتك التي احتفظت بها في مذكراتك وتضحك.
الإنسان من دون أفكار هو جماد وفراغ، لأن الأفكار النيرة هي التي تحيي القلوب وتبعث في النفس الطمأنينة، كما أن الأفكار رغم كونها من وحي الخيال إلا أنها يمكن مزجها بالواقع وتحويلها من خلال التصميم والتنفيذ لتصبح ذات نفع، المهم أن ندون أفكارنا و نتشبث بها فهي ستوصلنا لتحقيق طموحاتنا وسعادتنا وربما سعادة البشرية.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA