مفاتيح سعة الرزق

 

مما يشغل بال كثير من الناس – خاصة في هذه الأوقات - غلاء المعيشة وضريبة القيمة المضافة، وضيق وسائل الرزق، وانشغل الناس عما خُلقوا له بما خُلق لهم، فانشغلوا عن العبادة والطاعة بما قد ضُمن لهم من الرزق، حتى ضيق بعض الناس وسائل الرزق وتحصيله وحصرها في طرق محدودة وأسباب مادية حسية دنيوية، ورسموا للناس شبح الفقر بسبب غلاء المعيشة، ونسوا ما عند الله من مفاتيح للرزق وفضل عظيم.

قال تعالى: «وفي السماء رزقكم وما توعدون».

وقد غفل أكثر الناس عن أسباب الرزق الحقيقية فلم يتوجهوا بها إلى الله لطلب الرزق والبركة فيه، وما علموا أن التوبة، والتقوى، والتوكل على الله حق توكله، والتقرب إليه بالنوافل والأعمال الصالحة من بر الوالدين، وصلة الأرحام، والإنفاق في سبيل الله هي من أهم الأسباب الحقيقية لاستجلاب الرزق.

قال تعالى: «فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا»، لأن التوبة وكثرة الاستغفار هي مما يستجلب به الرزق، وربط الحصول على الرزق بالتقوى فقال تعالى: «ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب * ومن يتوكل على الله فهو حسبه».

ولا شك أن تقوى الله والتوكل عليه حق التوكل مما تستجلب به الأرزاق، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو أنكم توكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا»، ومن تمام التوكل وتحقيقه العمل بهذه الأسباب لطلب الرزق، اللهم إنا نسألك رزقاً واسعاً، وعلمًا نافعًا، وعملاً متقبلاً.

د. جميلة ناصر آل مضحي

أستاذ مساعد بالفقه وأصوله

كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA