استدراك على مقال «سدير الإقليم وسدير التويم»

 

تم في العدد السابق من صحيفة «رسالة الجامعة - 1291» نشر مقال لي بعنوان «وقفة أمام مسمى سدير الإقليم وسدير التويم» وسقط منه مجموعة من الفقرات أرى أنها في غاية الأهمية باعتبارها من صلب الموضوع الذي يدور حول أن إطلاق المؤرخين لاسم «سدير» بدون قرينة كان في أحد سياقين؛ الأول وادي سدير الذي قامت على ضفافه مدن وقرى كثيرة، أو إقليم سدير كما هو شائع إلى اليوم، وهذا لا إشكال فيه.

أما السياق الثاني والذي هو من استنتاجي وسعيت لإثباته وسقت القرائن الدالة عليه فهو أن الأولين إن أطلقوا «سدير» غير مقرونة بإحدى بلدات الوادي ولا يقصد بها الوادي أو الإقليم صراحةً فإنما كانوا يقصدون به بلدة «تويم» العريقة لا الوادي أو الإقليم كله.

واستدراكاً لذلك رأيت إعادة التركيز على تلك الفقرات، وهي كالتالي:

جاء عند المنقور في حوادث سنة 1117هـ: «حرابة الروضة بينهم وسدير». والمقصود بالروضة هنا روضة سدير، وجاء عند ابن لعبون تفصيل: «حرابة الروضة وسدير ومقتل محمد بن إبراهيم وتركي»، وعند ابن بشر تفصيل أكثر: «وقع بين أهل الروضة وأهل سدير وصاحب جلاجل حرب قُتل فيه محمد بن إبراهيم رئيس جلاجل وأخوه تركي».

ومعلوم أن الروضة وجلاجل بلدتان في إقليم سدير، فماذا تكون سدير، الطرف الثالث في الحرب؟

إن تمرير مثل هذا دون تمحيص يشبه تمرير المثال الآتي: دارت مباراة بين فريق الفيصلي السعودي والمنتخب السعودي!

ومن تلك البراهين أيضًا ما جاء عند ابن لعبون في حوادث سنة 1154هـ: «أخذة المال العظيم لأهل حَرْمَة وسدير أخذهم ابن مصيخ». والمعروف أن حَرْمَة بلدة في أقليم سدير، فما تكون سدير؟ هل هي البلدة أم الإقليم؟ وهل للإقليم مال، وهل يستطيع ابن مصيخ أخذ مال إقليم كبير بكل هذه السهولة؟!

د. عبدالعزيز بن لعبون

كلية العلوم

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA