النظرية المجذرة وعلاقتها بالتفكير النقدي

تعد النظرية المجذرة أحد أنواع البحوث النوعية التي تميزت بقدرتها على إنتاج الجديد والمميز في عالم البحث، وتتميز هذه المنهجية بكونها تتطلب وجود باحث ذي عقل تحليلي وتفكير منطقي وإبداعي في نفس الوقت، إلا أن هذا لايعني أن هذه المنهجية ليست قابلة للتطبيق إلا من قبل أصحاب العقول العبقرية، فهي سهلة الاستخدام حتى للباحث المبتدىء، وتجبر الباحث على الالتزام بخطوات معينة تدخله إلى عالم التفكير النقدي والتحليلي فيجد نفسه أصبح محللا يطرح سؤالا هنا ويقارن هناك ويربط المعلومات ببعضها في مكان آخر فيتوصل لنتيجة جديدة.

لن أستعرض هنا معلومات علمية حول تاريخ وأدوات منهجية النظرية المجذرة، بل أريد أن أطرح سؤالا يدور في ذهني منذ فترة مفاده: ما الذي يجعل جامعتنا العزيزة تعزف عن مثل هذا النوع من البحوث رغم أهميته في صنع أجيال قادة وخبراء ومحللين ومبتكرين؟ ما الذي نتنظره حتى نتوقف عن نسخ البحوث الأجنبيه أو العربية ونقلها الى جامعتنا الغاليه بعد تغيير عينة البحث أو المدينة ونكتفي بعد ذلك باستخدام برنامج SPSS لقياس أثر الاختبار القبلي والبعدي أو تلك الاستبانة التي قد تكون مقتبسة وجاهزة من أحد البحوث السابقة القديمة؟ وفكيف لنا أن نتوقع صنع مستقبل لشبابنا ووطنا الغالي بعد كل هذا الكم الهائل من التقليد؟!

قد يكون حان الوقت لكي نلتفت لمثل هذه البحوث والمنهجيات التي تساعد على رؤية الأمور بمنظار آخر، منظار خاص بالباحث لا علاقة له بماحدث في الدراسات السابقة وما يقوله المجال العلمي، يساعد كل طالب على وضع بصمة خاصة به في كل بحث يقوم به، وطالما أننا قد نرهق طالباتنا وطلابنا بكثرة القراءة والإجراءات والبحوث فلمَ لا نرهقهم على الأقل بما هو في مصلحتهم ومصلحة الوطن؟

إن ما يحصل اليوم هو أنهم يقضون الأيام ويسهرون الليالي ويبذلون جهوداً كبيرة لكتابة أبحاث تجهز لتصف على رفوف المكتبة وقد تقرأ في يوم من الأيام وقد لا تقرأ، فلنساعدهم ليبذلوا تلك الجهود ويسهروا تلك الليالي بهدف صنع شيء جديد وإضافة معرفية ومهنية للجامعة ومن ثم للمملكة الغالية، ولننقل بحوث طلبتنا من الرفوف إلى الميدان.

أمل أحمد ناصر الصقور

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA