آفاق أكاديمية

«رائد» فرص لعضو هيئة  التدريس
د. عادل المكينزي

يمثل عضو هيئة التدريس الجديد إضافة نوعية لأي مؤسسة تعليمية، حيث أتى متسلحًا بآخر ما وصلت إليه المعرفة في تخصصة ومزودًا بمهارات البحث العلمي، ونجد البعض منهم يغرق في دوامة التدريس «14 ساعة تدريسية» فضلاً عن مشاركته في العمل الإداري واللجان وخدمة المجتمع مما يستنزف الجهود والوقت على حساب إضافته النوعية في ميدان البحث.

قد تنبهت عمادة البحث العلمي إلى هذا الواقع وسعت لمعالجته عبر عدد من المبادرات، وعلى رأسها برنامج دعم أعضاء هيئة التدريس الجدد «رائد» الذي أطلقته عمادة البحث العلمي منذ سبع سنوات، وتم عقد دورته السابعة مؤخراً، وهو برنامج «رائد» و«واعد» و«ملهم» حقاً، حيث يسعى لجذب أعضاء هيئة التدريس الجدد في الجامعة لبيئة البحث العلمي المتميز، من خلال تقديم الدعم المادي الذي يصل إلى 70 ألف ريال للمشروع بعد استيفاء مؤشر الأداء للبرنامج، وهو النشر.. والباحث يمكن أن يستثمر هذا الدعم لبناء معمل أو شراء تجهيزات بحثية تمكنه من تعزيز إمكاناته البحثية.

كما يهدف البرنامج لاكتشاف الباحثين المتميزين في وقت مبكر من حياتهم الأكاديمية، حتى يكونوا ركيزة أساسية في العمل البحثي في الجامعة، إضافة لتعريفهم بأوعية البحث المرموقة والحوافز المتاحة، وتعد نوعية المقترح البحثي وجودته، فضلاً عن أهمية مخرجاته التطبيقية، الركيزة الأساسية في الحكم على تميز البحث وقدرته على المنافسة.

وقد انبثقت فكرة هذا المشروع من منطلق سعي الجامعة إلى جذب أعضاء هيئة التدريس الجدد من خلال توفير بيئة مثالية للبحث العلمي وتوفير فرصة المنافسة في الحصول على دعم مالي من عمادة البحث العلمي عن طريق التحكيم والمنافسة، حيث يخصص هذا الدعم للعمل على بحث علمي يتم الانتهاء منه خلال سنة.

في الدورة السابعة التي نظمتها عمادة البحث العلمي مؤخراً، رأينا إيجابيات وثمار ذلك البرنامج تتحقق على أرض الواقع، حيث تم الاحتفال بتوقيع 44 عقداً بحثياً لأعضاء هيئة التدريس الجدد في مختلف التخصصات العلمية والصحية والإنسانية، وبتكلفة إجمالية تجاوزت 3 ملايين ريال، ليدل ذلك على أهمية وإيجابية وفائدة هذا البرانامج «الرائد» حقاً في فكرته وأهدافه.

ولا غرابة أن تحوز التخصصات العلمية على نصيب الأسد من تلك العقود، ولا يعني ذلك عدم تنوع الأبحاث المدعومة، إذ شملت جوانب متعددة ومختلفة منها: توظيف الخدمات الحكومية الإلكترونية، تطوير البنى التحتية لخدمة الأفراد، قياس الأمراض والسموم في أسواق الدواجن، تطوير بنائي للمرئيات المتحركة تستهدف مرضى التوحد في مدينة الرياض، العوامل المعيقة لالتحاق الطلاب بالمعاهد والكليات المهنية والفنية، إضافة لأبحاث صحية وإنسانية متنوعة.

لا شك أن جهود عمادة البحث العلمي واضحة ومشهودة ومشكورة في هذا البرنامج وفي غيره من البرامج والمشاريع والمبادرات المتميزة والهادفة لتشجيع وتطوير بيئة البحث العلمي في الجامعة بشكل خاص والمملكة بشكل عام، ولا شك أيضاً أن برنامج «رائد» يثبت عاماً تلو آخر، صدق الرؤية المبكرة لعمادة البحث العلمي وحسن الإعداد والتنظيم.

وها هو برنامج «رائد» يثمر ويحقق جزءاً كبيراً من أهدافه التي تم وضعها عند إطلاقه، وعلى رأسها الإسهام في توطين البحث العلمي في الجامعة، وبث روح المنافسة، وإتاحة الفرصة لفئة من أعضاء هيئة التدريس لتوفير احتياجاتهم البحثية وتعريف الباحثين بأوعية البحث المرموقة والحوافز المتاحة.

وهذه دعوة صادقة لكل عضو هيئة تدريس جديد أن ينضم لهذا المشروع الرائد ليسهم في خدمة جامعته ووطنه من جهة وتطوير مهاراته وقدراته وتعزيز مسيرته الأكاديمية والمهنية ببحوث نوعية متميزة من جهة أخرى. 

makinzyadel@ksu.edu.sa

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA