تصالح مع ذاتك لزيادة فاعليتك وإنتاجك

تؤثر الاضطرابات النفسية على حالة رضا الشخص عن ذاته وتصالحه مع نفسه، وتقلل ثقته بنفسه وتدفعه للشعور بالدونية أحياناً، وهو ما يمكن تجاوزه بتقدير الذات، الذي يُعرّف بأنه حالة من التقبل النفسي للمقومات والقيم والأفكار التي نمتلكها.

المتخصصون يؤكدون أن الرضا عن الذات «حالة مزاجية تعبر عن سوية النفس ودرجة امتلائها»، وهناك جانب فكري من تلك الحالة يتمثل بالقناعة والثقة بالنفس، والقدرة على تحمل الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها الشخص، والعوامل التي تؤصلها هي البنية النفسية للشخص.

ويذهب إلى أن الحساسية العادية والتربوية تؤدي إلى القناعة والنظرة الإيجابية للذات الموروثة والمكتسبة خلال سني حياة الإنسان، وأنها تجعل الشخص يشعر برضا عن نفسه أكثر من الأفراد مفرطي الحساسية، والذين يكترثون لأقل الضغوط النفسية، ويعتقد أن الجانب الفكري من الرضا عن الذات مرتبط بالمعتقد الديني، الذي يشعر الإنسان بالارتياح النفسي.

ويوضح التكريتي أن الاضطرابات النفسية مثل القلق النفسي والاكتئاب تخفض من حالة الرضا عن الذات وتقلل الثقة بالنفس، ويصبح لدى الشخص شعور بالدونية، بحيث تصبح نظرته لشخصه متدنية جدا، كما يصبح بحاجة إلى المعالجة.

ويبيّن أن تقدير الذات يؤثر في أسلوب حياة وطريقة تفكير الإنسان في عمله وفي مشاعره نحو الآخرين، كما يؤثر في نجاحه وإنجاز أهدافه في الحياة، فمع احترام وتقدير الذات تزداد الفاعلية والانتاجية، شريطة تجاهل أخطاء الماضي، والتطلع نحو المستقبل بتحد وتفاؤل.

أما أستاذ علم الاجتماع د. إدريس فالح العزام فيرى أن معنى تقدير الذات يتمثل في «مجموعة من القيم والأفكار والمشاعر التي نملكها حول انفسنا»، ويعبر عن مقدار رؤيتتنا لأنفسنا، ويذهب إلى أنه توجد علاقة مباشرة بين تقدير الفرد لنفسه والنجاح الاجتماعي، مبينا أن الشخص يحتاج إلى قدر من القبول والاحترام الاجتماعي لتتكون لديه مشاعر إيجابية حول نفسه.

ويتحدد تأثير العلاقات الاجتماعية الشخصية، وفق د. العزام، بمقدرة الشخص على التسامح والاحترام وتقبل الآخرين، وبالتالي يؤثر على الدافعية للإنجاز، ويشير أن الأشخاص الذين ينقصهم تقدير الذات يستجيبون إلى ظروف الحياة ومتغيراتها بإحدى طريقتين: الشعور بالنقص تجاه أنفسهم أو الشعور بالغضب والرغبة بالثأر من العالم.

وينصح أولئك الأشخاص بالسيطرة على أنفسهم والتحكم في حياتهم، خصوصا مشاعرهم تجاه القضايا والأحداث، لرأيه أن الحياة مليئة بالمواقف المتنوعة، المتباينة بين السعادة والتعاسة والحب والنجاح.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA