منذ عشرين عاماً وأنا أقود سيارتى بين أحياء القاهرة وضواحيها وبين محافظات مصر في مسارات الطرق العامة، وأدركت طوال فترة قيادتي للسيارة أن القيادة ليست هدفًا في حد ذاتها بل وسيلة لتوفير الوقت والجهد.
هناك بعض الصعوبات التي تواجه المرأة أثناء القيادة منها أنها بطبيعتها ليس لديها الجرأة لمواجهة مخاطر الطريق، وفي كثير من الأحيان لا تستطيع اتخاذ القرار السريع المناسب في اللحظة الحاسمة أمام مفاجآت الطريق؛ مما يجعلها تتردد كثيرًا أثناء القيادة وقد تقع في العديد من المشاكل، هذا بالإضافة لعدم قدرتها على تقدير المسافات في الأماكن المتسعة، وما يعتريها من خجل في الأماكن العامة مسببًا لها قدرًا من الارتباك ينعكس على قيادتها والطريق.
لكل هذه الأسباب قررت سيدتي أن أنقل إليكِ تجربتي كي تدركي قدر المسؤولية الملقاة على عاتقك أثناء القيادة مع اقتراب موعد السماح للمرأة بقيادة السيارة في المملكة العربية السعودية.
إذا أردت قيادة آمنة، سيدتي المرأة، فهذه بعض نصائحي المتواضعة لكِ، وأهمها السير على الجانب الأيمن من الطريق بأقل من السرعة المقررة بعشرة كيلو مترات ولا تسرعي مهما بلغ الأمر، الانتباه لعلامات المرور فهي دليلك على الطريق، ترك كل ما يشتت تركيزك أثناء القيادة كالهاتف المحمول أو سماع الكاسيت بصوت عالٍ، تحسبي لأخطاء الآخرين ولا تجعليها مبررًا لأخطائك، لا تخرجي بسيارتك في بداية فترة قيادتك على مسارات الطرق العامة بل لابد من فترة انتقالية تمتد من ثلاثة إلى ستة أشهر.
كذلك لا تشغلي ذهنك بنظرات أو تعليقات مَن حولك وانتبهي فقط للطريق، واحرصي على ترك مسافة مناسبة بينك وبين السيارة التى أمامك مهما بلغ الزحام، واجعلى كرسي السيارة مريحًا لك أثناء القيادة، ولا تتشبثي بعجلة القيادة وكأنك تبثينها خوفك كما كنت أفعل أنا ولكن امسكيها من المنتصف بهدوء ومرونة.
تجنبي السفر ليلاً أو الخروج متأخرًا مهما بلغ الأمر فأنت لا تأمني مخاطر الطريق مهما كان قصيرًا، وتأكدي قبل البدء في القيادة أنه لا يوجد شيء أمام سيارتك فكثيرًا ما كنت أركن سيارتي أمام حجر وأتناساه عند العودة لقيادتها، وفجأة أجدني بالسيارة فوق الحجر وما أدراك ما خسائري.
اجعلي سيارتك مريحة فاعتني بمعطر السيارة ونظافتها المستمرة وإضفاء بعض اللمسات الجميلة بداخلها، واختاري لونها أنيقاً يتناسب مع شخصيتك ومزاجك الخاص، وحصني نفسك وسيارتك دائمًا قبل البدء بالقيادة بآية الكرسي وبعض الأذكار الواردة في هذا الشأن، والله يحفظك ويرعاك.
د. حنان الحسينى
كلية الحقوق والعلوم السياسية
إضافة تعليق جديد