قصة الأصمعي والأعرابي

رُوي عن الأصمعي، وهو عبدالملك بن قريب بن عبدالملك بن علي بن أصمع الباهلي «121 هـ- 216 هـ/ 740 - 831 م» راوية العرب وأحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان، أنه قال: كنت أقرأ قوله تعالى: )وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللهِ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(. وكان بجانبي شيخ أعرابي فقال: كلام مَن هذا؟ فقلت: كلام الله. قال: أعِد. فأعدت؛ فقال: ليس هذا كلام الله. فانتبهتُ فقرأت: )وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(. فقال: أصبت!

فالتفتُّ إليه وقلت: أتقرأ القرآن؟ قال: لا. قلت: فمن أين علمت؟ فقال: يا هذا، عزَّ فحكم فقطع،

ولو غفر ورحم لما قطع.

ويقال إن ابنة أبي الأسود الدؤلي جاءت إلى والدها في ليلة قمراء صافية وقالت: «ما أجملُ السماء يا أبتي!» برفع اللام في «أجمل». فأجابها: نجومُها المتلألئة وقمرُها المنير. قالت: ما أردت أن أسأل عن شيء جميل فيها، ولكني أردت التعجب من صفاء السماء. فقال أبو الأسود: وابنتاه، إذا أردت أن تتعجبي فافتحي فاك وقولي «ما أجملَ» بفتح حرف اللام.

وفي صباح اليوم التالي ذهب أبو الأسود الدؤلي إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وطلب منه السماح له بوضع قواعد أساسية تعين على ضبط الألفاظ، فكتب علي رضي الله عنه ورقة في النحو وقال لأبي الأسود الدؤلي «انحُ نحوها» أي سر على هداها، ومن تلك اللحظة أصبح هذا العلم يسمى بـ «علم النحو».

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA