المدرجات تكشف العزوف عن المدرج 

د. فهد الطياش

 

يتكرر «سؤال التذمر» من عزوف طلاب الجامعة عن حضور فعالياتها في معظم جامعاتنا، وهو سؤال يتكرر منذ سنوات دون وقفة تأمل وتفريق بين الفعاليات الجماهيرية وفعاليات النخب المحصورة.

 وعندما بدأت المباريات في ملعب الجامعة تجلت الصورة في تباين واضح بين جذب الملعب وطرد البهو، فما العمل؟ 

ربما يكون الجواب عند من يعمل في مجال صناعة الإعلام والثقافة الجماهيرية، حيث لهم في كل مناسبة حيلة جذب مختلفة، أما فعاليات النخبة فلا ينقصها حيل الجذب وإنما التوقف عن التذمر من عزوف الطلاب والتوجه لأهل الاختصاص، وعند أهل الاختصاص نجد تذمراً من نوع آخر يتمثل في الإعلان عن المناسبات وطريقة الدعوة لها وتوقيتها ومكانها، وكل جزء من هذه عنصر جذب وطرد في آنٍ واحد، ولكن تظل القاعدة الذهبية لنجعل فعالياتنا جاذبة لطلابنا، فهم أشد انجاذبًا لما في المدرجات أكثر من المدرج، وإذا لم ندخل عنصر الجذب في هذه الفعاليات  فلنكف عن التذمر أو الدفع بمجاميع الطلاب وتحضيرهم في المناسبات قسراً. 

وبالعودة لانتقال عدوى حيل أهل الجذب الإعلاني والإعلامي ومن المدرجات للمدرج نجد أن المؤتمرات تقلصت أيامها وتعددت وسائل نقلها وحضورها الرقمي يفوق الحضور الفعلي، ومع هذا لا تجيب على سؤال الطلاب: لماذا أحضر فعاليات ليس لي في بعضها شيء مباشر ومؤثر على خطتي الدراسية؟ 

أعرف هناك من سيدلف للجواب من بوابة الثقافة والمثالية، ولكن يبقى الجواب عند الطالب, إن أردتم حضوره فأضيفوا في مناسباتكم عنصر جذب، ولتكن البداية بتسهيل انضمام الطلاب للجمعيات العلمية التي تشعره بأنه من أهل الاختصاص الموجب للمشاركة بفعاليات التخصص. عندها قد نجد طلابنا في المدرجات العلمية الجاذبة والنافعة، مثل مدرجات اللهو الماتعة، و«الماتعة» هي كلمة السر.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA