التحكم بالذات .. قرارٌ وخطوات

تعتمد عملية التحكم بالذات بشكل كبير على ما تم برمجة الشخص عليه طوال فترة طفولته وصولاً لشبابه، حيث يحاول الأهل منذ الصغر تدريب أطفالهم على التصرف بطريقة يرونها الأفضل والأنسب، لدرجة أن بعضهم يكون نسخة مصغرة عن والديه، مما يؤدي إلى حصر قدراته ومواهبه وعدم مقدرته على التحكم بذاته بحرية في هذه الحياة.

على الرغم من صعوبة التخلص من التبعية والبرمجة التي تراكمت لسنين عديدة، إلا أن تغيير الذات أو التحكم بالذات تعد عملية ممكنة ويستطيع كل فرد أن يكون قادراً على التحكم بذاته من خلال اتباع خطوات معينة، ولكن قبل البدء بخطوات التغيير، يجب أن يكون قرار التغيير صادقاً نابعاً من القلب، مع وجود رغبة بالاستقلال والتحكم بالذات، بالإضافة إلى رغبة تحويل كل يوم في الحياة إلى بداية جديدة. 

خطوات التحكم بالذات تبدأ بالتحدث مع النفس؛ من المهم جداً إيجاد أشخاص نثق بهم للحديث معهم مثل الأهل والأصدقاء، إلا أن أهم شخص ممكن أن تتحدث معه هو أنت، فالحديث مع النفس وتشجيعها بشكل إيجابي سيجعلك تسعى لتحقيقه في النهاية، فالأفكار تتحول إلى أفعال ومن ثم عادة.

من دون الإيمان بالنفس سيكون من الصعب جداً التحكم بالذات، فمن أجل محاولة تحقيق التغيير يجب أن يكون هناك إيمان ويقين بإمكانية تحقيق التغيير، بعد ذلك يعتبر النظر للأحداث التي تدور حولنا وتحليلها عاملاً مهما في تغيير نظرتنا تجاه حياتنا ونفسنا، لذلك ينبغي النظر إلى الأمور دائماً بمنظور إيجابي يساعدنا على تقبل ما يحدث، فليست كل الأمور سيئة بالمطلق ودائماً ما يكون هناك فسحة من الأمل التي يجب النظر إليها.

بالإضافة إلى أنه من الضروري عدم مقارنة ظروفنا والأمور التي تحدث معنا بحياة وظروف الآخرين، لأن هذه المقارنة لن تجلب إلا الطاقة السلبية.

من أراد ان يكون سعيداً فعليه التحكم بمشاعره، فالمشاعر السلبية تجاه الآخرين أو مشاعر الكره ما هي إلا طاقة سلبية تعمل على إضعافك وإنهاكك، لذلك يجب أن تقوم بإلغائها واستبدالها بأخرى إيجابية تكون محفزة لك للإيمان بنفسك أكثر.

السلوك لا بقتصر على الأمور التي نقوم بها فقط، بل يشمل أيضاً الأمور التي نفكر فيها، فالأفكار عادةً ما تترجم لأفعال، لذلك من الضروري مراقبة أفكارنا لأن لها الأثر الأكبر على سلوكنا، وبما أن سلوكياتنا تنبع من معتقداتنا وإيماننا بأنفسنا، ينبغي أن تكون مؤمناً أنه بإمكانك أن تكون أي شخص تريده وأن بإمكانك العيش بالأمل وانتظار الخير والفرح وما عليك سوى تحديد أهدافك وأن تجاهد في سبيل تحقيقها.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA