سفير فوق العادة

 

الالتزام بالطابور دليل تحضر وتطور، وتقبل المضايقات الخفيفة من الآخرين دليل وعي وثقة عالية بالنفس، أما العصبية والنرفزة والتأهب للغضب والمواجهة عند كل موقف؛ فدليل على قلة الوعي والإدراك وضعف الشخصية والثقة بالنفس.

ذهبت يوماً إلى السوق المجاور لسكني غرب مدينة الرياض، وملأت سلتي بالألبان والحلويات والعصائر، ثم ذهبت إلى الكاشير وخلفي شاب من دولة عربية مجاورة يريد أن يسبقني في الطابور، فأشعرته بحركات غير مباشرة أنني قد سبقته في الطابور، فتقبل ذلك وبادر الكاشير بالكلام قائلاً: «خلص هذا السفير أولاً»!

يبدو أنه قال كلمته تلك لأنني كنت مرتدياً بدلة رسمية أنيقة، وظن أنني سفير لإحدى الدول ولا أجيد ولا أفهم اللغة العربية، لكنني فاجأته بعد أن دفعت فاتورتي بالقول: «أحسنت فعلاً وقد سبقتك والدور لي، وأنا فعلاً سفير فوق العادة لبلدي ومفوض سامٍ، وأنت وكل مغترب  كذلك».

وكان غرضي من هذا الكلام إشعاره أنني أفهم العربية فقط لا غير، فضحك الشاب وقال لي: سفير الفلبين؟ سفير بنغالادش؟ وبدأ يعد الدول الآسيوية واحدة تلو الأخرى، فقلت له: بل سفير «........» وذكرت الدولة التي ينتمي هوليها.

فازداد ضحكه وبدا على محياه السرور والشوق للحديث معي أكثر، بعد أن وجد آسيويًا ينطق لغة الضاد. 

رجال مهدي

طالب دكتوراه أندونيسي بكلية الآداب

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA