«الوقود البلاسيتيكي» حلم قابل للتحقيق

 

تعتبر المنتجات البلاستيكية من أهم وأكثر المنتجات المصنعة استخداماًً، فقد أقبل العالم على البلاستيك بشراهة لتعدد استعمالاته ومتانته، وقد قيل في ميزاته إنه يدوم إلى الأبد، لكن هذه الميزة هي أيضاً مشكلة كبرى، فقد يبقى البلاستيك في الطبيعة آلاف السنين دون أن يتحلل وبذلك يسبب أضراراً بيئية جمة.

هذه الأضرار المترتبة على مخلفات المواد البلاستيكية دفعت الباحثين والمهتميين بمجال البيئة لإيجاد حلول من شأنها التخلص والاستفادة من النفايات البلاستيكية، ولم يتم التوصُّل حتى وقت قريب إلى حل مناسب لمشكلة البلاستيك، وظللنا نراكمه في مكبات تقتل البشر، ونطمره في الأرض، وندعه يتراكم في المحيطات ليشكل جزر قمامة ضخمة تطفو على السطح.

إن رد الفعل العالمي للنفايات البلاستيكية حتى الآن يماثل دفع كل شيء تحت السرير على أمل أن تحلّ المشكلة بأعجوبة ما، فإن 95 % من البلاستك يتم رميه بعد استخدامه لمرة واحدة فقط، و8 ملايين طن من البلاستك سنوياً ينتهي بها المطاف في محيطاتنا بما يعادل تفريغ شاحنة قمامة ممتلئة كل دقيقة.

الحل بسيطٌ جداً، يتمثل في تحويل نفايات البلاستيك إلى سلعة يمكن للناس أن يستخدموها، وبوجود كل من الهيدروجين والكربون اللذين يشكلان البولي إيثيلين، فإنَّ وقود الهيدروكربون السائل هو الخيار الواضح.

الأمر الذي كان يعيقنا عن تحقيق هذا الحلم هو أن تحويل البولي إيثيلين إلى أجزائه الأساسية كان تحديًا هائلًا، بسبب مقدار استقرار البلاستيك كمركب كيميائي، فتحويل البلاستيك لوقود سائل يتطلب إخضاعه لحرارة مرتفعة أو لأشعة فوق بنفسجية، وهذه العملية تدعى «cross alkane metathesis»، وهي تبدو أكثر فعالية في تحليل البلاستيك من دون أي معالجة مسبقة.

وتستخدم هذه العملية اثنين من المحفزات لتنشيط التفاعلات الكيميائية التي تفكك المواد البلاستيكية إلى مكونات أبسط. فبعد سلسلة من التفاعلات يتحول البولي إيثيلين إلى فحوم هيدروجينية قصيرة تسمح بتغيير تركيب البولي إيثيلين بحذر وبشكل تدريجي لتحويله إلى وقود ديزل أو شمع يمكن استخدامه لأغراض صناعية.

محمد سالم باهديلة

هندسة كيميائية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA