تخيل نفسك في ذلك «المقطع»!

 

يحز في خاطري هذه الفترة عدم احترام خصوصيات الآخرين في برامج التواصل الاجتماعي، فنرى الكثير من الصور والفيديوهات لبعض الأشخاص وقد كُتب عليها تعليقات مسيئة بغرض السخرية والضحك، مع العلم أنك لو قمت بتصوير نفس هؤلاء الأشخاص الذين يسجلون هذه المقاطع المسيئة فلن يرضوا أبداً.

هذه النوعية من المجتمع يجب أن يلقنوا درساً صارماً لكي يتوقفوا عن هذه المهزلة، يحضرني موقف لم يكن عابراً فقد كان يجول في ذهني منذ أن حصل، ومن الممكن أن يحصل للكثير ولا شك أنه سيتكرر إن استمرينا على حالنا هذا.

في أحد الأيام كنت برفقة إحدى صديقاتي، كنا نتبضع في أحد الأسواق فلما انتهينا قررنا الجلوس، وبينما نحن جالسين رأينا طفلين شقيين يصعدان بعكس اتجاه السلم الكهربائي، فقررت صديقتي أن تقوم بتصويرهم ومشاركة بعض الأصدقاء وبينما كانت تقوم بوضع تعليقات ساخرة، مرت والدة الطفلين خلف صديقتي ورأت هاتفها صدفةً فاشتاطت غضباً وقامت بتوبيخها، فاعتذرت صديقتي وهي في قمة الإحراج.

هذا الموقف جعلني أتأمل وأفكر في بعض الأمور التي نتساهل بها رغم أنها تمثل انتهاكاً لخصوصيات الآخرين، ‏فنحن نصور ونسجل ونعيد إرسال بعض المقاطع بمنتهى السهولة ولمجرد التسلية؛ متناسين أننا بهذا قد ننتهك حق أفراد آخرين في حماية خصوصيتهم وتفاصيل حياتهم.

‏ليتنا جميعًا نفكر في كل شخص قبل أن نصوره وننقل صورته، فقد نكون نحن في يومٍ ما داخل ذلك المقطع!

نورة القحطاني, رهف العميري

قسم الإعلام

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA