مؤشرات أداء الجامعة في ظل رؤية المملكة 2030

اعتمدت رؤية المملكة 2030 ثقافة الأداء كمبدأ أساسي في تنفيذ الأعمال، واعتبرت أن إعلان كل مؤسسة لمؤشرات قياس أدائها، ومدى نجاحها في تنفيذ تلك المؤشرات، هو معيار النجاح في تحقيق أهدافها وتنفيذ برامجها.

وفي إطار هذه الثقافة شرعت جامعة الملك سعود في إعداد مؤشرات الأداء الخاصة بنظمها وبرامجها، والتي تسعى من خلالها إلى تغيير أداء الجامعة إلى الأفضل، وكان مسؤولو الجودة في الجامعة يدركون أن هذا التغيير لا يتأتى دون وجود رؤية مرنة وخلاقة فيما يخص تلك المؤشرات، ومن ثم قاموا أولا بإطلاق مشروع يستهدف تحديد مؤشرات الأداء الرئيسة للجامعة، والتي تم تقسيمها إلى مجالين: داخلي يقيس أداء العمليات والأنظمة الإدارية والتعليمية والبحثية التي تعمل داخل الجامعة، وخارجي يقيس الصورة الخارجية للجامعة كما يراها المستفيدون والمعنيون.

ثم كانت المرحلة الثانية والتي استهدفت جعل مؤشرات الأداء واضحة وواقعية وذات علاقة مباشرة بالتوجه الاستراتيجي للجامعة، ومن ثم فقد كان هناك ثلاث مجموعات: مؤشرات أداء تختص بمشروع تحديد مؤشرات الأداء نفسه، ومؤشرات أداء لكل العمليات- في نظام الجودة - التي تحدد طرق الإنجاز للأهداف والأنشطة، ومؤشرات أداء الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي.

وإدراكاً من الجامعة بأن مؤشرات الأداء المثالية هي تلك التي تتدرج من مستوى إلى مستوى آخر في المؤسسة، بحيث أن مؤشرات أداء المستوى الأقل تجتمع كلها لكي تحقق مؤشرات أداء المستوى الأعلى؛ فقد أطلقت المرحلة الثالثة التي تستهدف رفع سقف مؤشرات الأداء وتحقيق التكامل بينها وبين تلك التي تختص باستراتيجية الجامعة.

وتم تصنيف مؤشرات الأداء في هذا السياق إلى مستويين رئيسيين: مؤشرات الأداء العليا التي تهم متخذي القرار، ومؤشرات الأداء التشغيلية والتنفيذية التي تهم المعنيين بمتابعة تنفيذ الخطط والبرامج، وقد استهدفت الجامعة من ذلك أن تجعل كل منسوبيها - على كل المستويات- يعملون بصورة تتوافق مع أهدافها المؤسسية.

ومواكبة لنهج رؤية المملكة 2030، والذي يتبنى الاستفادة من أفضل الممارسات العالمية لتحقيق أعلى مستويات الشفافية والحوكمة الرشيدة، فقد قام مسؤولو الجودة في الجامعة بالتواصل مع استشاريين دوليين من ذوي الخبرة في شؤون الحوكمة، وبعقد اجتماعات مباشرة معهم، وقد تم أخذ ملاحظاتهم في الاعتبار.

وتقوم عمادة الجودة في جامعة الملك سعود بحساب مؤشرات الأداء، ومقارنتها بالمؤشرات الدولية، وعرض التقارير التي تتضمن نتائج تلك المقارنات على مجلس الجامعة، وهي تدرك عند إعدادها لهذه التقارير أن مؤشرات الأداء ينبغي أن تكون ذات علاقة واضحة وقوية بالأداء العام للجامعة، وتدرك كذلك أن تلك المؤشرات ليست غاية في ذاتها، بل هي أدوات تزيد من الحيوية المؤسسية للجامعة، وتربط كل منسوبيها باستراتيجيتها وأهدافها.

أ. د. جبريل بن حسن العريشي

أستاذ علم المعلومات بجامعة الملك سعود

عضو مجلس الشورى السابق

arishee@ksu.edu.sa

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA