التطور الحقيقي للإعلام

 

 

 

يعتبر الإعلام من أهم وسائل التواصل بين الناس والمجتمعات في كل مكان، وأساس الإعلام هو الاتصال والتواصل وإرسال خبر معين لجهة أخرى، حيث يستطيع من خلاله الإعلاميون إخبار الجمهور بمجموعة من الأخبار أو الأحداث أو القضايا، كما أن الإعلام له أثر فعال في بناء المفاهيم والقيم وحل المشكلات التي نعيشها في واقعنا.

لقد شكل الإعلام منذ عصور قديمة وسيلة مهمة للإنسان في إيصال رسالته، وقد عمل الإنسان بكافة أنواع التواصل منذ القدم ساعياً للتواصل مع أقرانه ثم مع المحيط الذي يحيا به، ثم مع كل من يستطيع أن يصل إليهم في حدود عالمه.

في بدية الخلق كان الحديث المباشر أول وسيلة تواصل استخدمها آدم وحواء، ثم تطور الإنسان وتشكلت المجموعات والقبائل، وانتشروا في بقاع متعددة، فكانوا يتواصلون بالحمام الزاجل والطبول وغيرها من الأدوات لنفس الغرض وهو نقل معلومة من طرف لطرف آخر.

لكن التطور الحقيقي للإعلام بدأ في القرن العشرين وكان من خلال المجلات والصحف وغيرها، فمع ظهور الورق بدأت الرسائل الإعلامية تنتشر، ومع انتشار الورق أكثر بدأت تظهر المجلات الإعلامية ثم ظهرت الصحف في دول الغرب، وكان تأثير الصحف آنذاك كبيراً، حيث تمكنت بقوتها من إزاحة حكومات وزعماء من مناصبهم، تمامًا كما تفعل الثورة الإعلامية اليوم.

واستمر الإعلام في التطور إلى أن توصلنا إلى الهواتف الذكية والصحف الإلكترونية، وأصبح الإعلام الجديد متاحاً لجميع شرائح المجتمع وأصبح يخاطب شريحة أكبر ويأخذ أشكالاً أوسع، حيث إن ظهور التلفاز لم يلغ المذياع ولا الصحف، وبهذا أصبحت مساحة الإعلام في حياتنا أكبر مما قبل.

ولكن من أهم مراحل تطور الإعلام من وجهة نظري، دخول المرأة فيه, إذ رغم أنها كانت تظهر في البداية بصورة مبتذلة في ثيابها وشكلت مفاتنها عنصرًا أساسيّا للمواد الإعلامية لترويج سلع أو مواد معينة، فإن صورة المرأة في الإعلام في وقتنا الراهن تغيرت وأصبحت تملك من الخبرة والتأثير ما يجعلها قادرةً على إفادة المستمع أو المشاهد، وأصبحت قادرة على أن تشارك الرّجل في إعداد وتحرير الأخبار السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بل أصبحت المرأة  تنقل الحقائق من قلب الحدث وتنقل معاناة الناس في أماكن شتى في العالم وإيصالها إلى المشاهد أو المستمع.

لا شك أن وسائل الإعلام تؤثر على جميع شرائح المجتمع وتستطيع أن تقوم بدور إيجابي فتنشر الأمان بين الناس أو بدور سلبي فتشيع الفوضى، وتستطيع أن تصلح فكر الإنسان أو تفسده، وقد أطلق عليها مصطلح «السلطة الرابعة» لما لها من هيمنة على أفكار الناس وتوجهاتهم، حيث بإمكان الإعلام أن يكون قوة بيد الحكومة مع سلطاتها الثلاث، أو بإمكانه أن يكون قوة في أيادي الآخرين، وهذا ما رأيناه في السنين الماضية من قوة الإعلام والإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.

رند العبدالله- ريما المحسن

قسم الإعلام

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA