التخطيط للمستقبل أولى خطوات النجاح

تعد كلمة المستقبل من أكثر الكلمات جدلية، ففي الوقت الذي تشير فيه إلى الأمل والطموح فقد تعطي معنى آخر للخوف والحذر، فكل منا يحلم بمستقبل زاهر، ولكن ينتابه شعور بالخوف من عدم القدرة على تحقيق الأحلام المستقبلية، ولعل التخطيط المبكر للمستقبل هو ما يساعد على تحويل الأحلام إلى واقع، وذلك إذا ما وضعت تلك الأمنيات الحالمة في شكل أهداف قابلة للتطبيق والوصول لها بإذن الله. فعند وضع خطة المستقبل لا بد من الاستناد على فهم للواقع والتحديات والفرص المستقبلية، وذلك الفهم لن يأتي إلا من خلال دراسة فاحصة للمتاح من الإمكانات الذاتية والبيئية على حدٍ سواء، فعند وضع الخطط المستقبلية يجب التفكير خارج الصندوق بعيدًا عن الرتابة والتقليدية في رسم صورة المستقبل وأن يكون الطموح هو القائد، واليقين بالقدرات هو الاعتماد، وقبل ذلك كله يأتي التوكل على الله سبحانه وتعالى في أول القائمة. 

ولوضع خطة مستقبلية ناجحة فلا بد من رسم أهداف محددة الانجاز بوقت زمني، ومتدرجة بحيث تكون كل خطوة مبنية على نجاح السابقة، فلو أراد طالب أن يكون أستاذاً جامعياً في تخصصه فعليه منذ البداية أن يسعى لبذل مجهود في الحصول على معدل علمي مرتفع، وأن يسعى لحضور الدورات التدريبية التي تساعده مستقبلاً على أن يكون باحثاً، وأستاذاً. في حين لو كان سعيه أن يكون رجل أعمال، فهنا يحتاج أن يركز على أن يكون له ممارسة تجارية حتى لو كانت بسيطة منذ سن مبكرة، وأن يخطو الخطوات اللازمة للحصول على الدعم والتمويل، وأن ينمي معارفه ومهاراته في إدارة الأعمال، وذلك أثناء دراسته الجامعية. فالمستقبل وإن كان أمراً غيبياً إلا أن الإنسان يستطيع أن يساهم في رسمه وتشكيله إذا ملك المعرفة الكافية بكيفية التخطيط الناجح، وتقبل الفشل وتعلم من أخطائه لا أن يستسلم لها ويقع في دائرة الإحباط التي قد تجعله غير قادر على تحقيق حد أدنى من النجاح. 

والتخطيط للمستقبل لا نهاية له، ففي كل مرحلة من مراحل الحياة لا بد من التوقف والتخطيط للمرحلة التالية، فطالب التعليم العام يخطط للتخصص الجامعي، في حين الطالب الجامعي يخطط للحياة العملية، والموظف يخطط لتطوير قدراته وتحقيق مكاسب أكبر، حتى التقاعد لا بد من التخطيط المبكر له والاستعداد لكيفية إدارة الحياة والاستمتاع بها بعد مرحلة طويلة من النشاط والعمل. والتخطيط لا يتوقف عند حد الحياة العملية، فحتى الحياة الأسرية والاجتماعية لا بد أن تدار من منظور تخطيطي لضمان النجاح وتجنب الفشل ومسبباته.

 

أ.د. مجيدة محمد الناجم

قسم الدراسات الاجتماعية - عضو لجنة تعزيز الصحة النفسية 

إشراف اللجنه الدائمة لتعزيز الصحة النفسية بالجامعة 

 

للتواصل مع الوحدات التي تقدم خدمات الصحة النفسية بالجامعة: 

- وحدة الخدمات النفسية بقسم علم النفس بكلية التربية- هاتف: 0114674801

- مركز التوجيه والإرشاد الطلابي بعمادة شؤون الطلاب- هاتف: 0114973926

- وحدة التوجيه والإرشاد النفسي بعمادة شؤون الطلاب- هاتف: 0114673926

- الوحدة النفسية بقسم علم النفس بالمدينة الجامعية «طالبات»- هاتف: 0532291003

- قسم الطب النفسي بمستشفى الملك خالد الجامعي- هاتف: 0114672402 

- مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي- هاتف: 0114786100

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA