النقد البنّاء أداة للتطور

يُعد الفشل من أصعب التجارب التي يمر بها الإنسان، وتختلف أسبابه تبعاً لاختلاف التجربة، ويكون تأثيره سلبياً في حاضر ومستقبل الأفراد، وفي حالتهم النفسيّة أو الفسيولوجيّة، وتفاعلهم مع المحيط الذي يعيشون فيه.

ولتفادي التأثير السلبي للفشل، والوقاية من خوض هذه التجربة المريرة، هناك سُبل كفيلة بتفاديه ومواجهته، أبرزها تعزيز الثقة بالله عز وجل، والرضا بقضائه، والحرص على كسب توفيقه ورضاه.

يأتي بعد ذلك تحديد الأسباب التي أدت إلى الفشل للانطلاق منها نحو النجاح، وذلك بتعديلها وتقويمها، وتصحيح الأخطاء الماضية، وتفادي الوقوع فيها مرة أخرى، والتحلي بعادات حياتيّة سليمة تكون مغايرة تماماً للتي تسببت بهذه النتائج.

من المفيد أيضاً عدم الاستسلام للفشل، عبر تعزيز الإرادة والقوة والصمود في النفس، وامتلاك القدرة على التحدي، وأيضاً عليك باستثمار الجهود البدنيّة، والذهنيّة، والنفسيّة لمقاومة الفشل، وحشد هذه الجهود نحو البدء من جديد، وإصلاح ما تمّ إفساده مسبقاً.

التخطيط الجيد للمستقبل، ووضع قائمة بالأهداف الحياتيّة القريبة، والمتوسطة، وبعيدة الأجل، والبدء بالعمل حسب الأولويات، مهم جداً، أي استثمار الفرص وتخصيص الموارد المتاحة والسبل الكفيلة بتحقيق الأهداف القريبة أو قصيرة الأمد، للانتقال منها نحو الأهداف التالية.

استثمار الوقت يعد العامل الأهم الذي يضمن تحقيق النجاح، وذلك عن طريق تخصيص وقت لكافة المهام والوظائف الحياتية، والابتعاد العشوائية والفوضى التي تزيد الضغط وتراكم الأعمال، وتقلّل جودة المخرجات، وبالتالي تؤثر بشكل سلبي في التحصيل الأكاديمي والمهني.

من العوامل المهمة لمواجهة الفشل إحاطة النفس بالأشخاص الإيجابيين الذين لديهم قصص مُلهمة في النجاح والطموح، والابتعاد عن مثيرات الإحباط التي تقلّل العزيمة والإرادة، واتخاذ الأشخاص الناجحين وتجاربهم كقدوة سليمة وبوصلة للتغلب على الفشل. 

تعزيز الثقة بالنفس، والانطلاق من مبدأ أنّنا نمتلك القدرة على تجاوز كافة الأزمات، والقيام بكافة المهام بكل كفاءة، وتجنب تحقير الذات والندم، والسعي نحو تعزيز الهمة، واكتساب الطاقة الإيجابية التي تساعد على التخلص من التوتر والقلق، وتزيد الدافعية للعمل.

عدم الاتكال على الآخرين، وانتظار الرحمة والعطف منهم، وبذل أقصى الجهود للاعتماد الكلي على الذات، والانطلاق من مبدأ أنّ الظروف السيئة والمشاكل مؤقتة، وأنّ دوام الحال السيئ من المُحال، والتعامل مع الانتقادات البناءة على أنّها أداة للتطور، والانتقادات السلبية غير المبنية على أسس منطقية على أنّها ضرب من الكلام الفارغ.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA