أمير القصيم يدعو الجامعات لتبيان وسطية الإسلام واعتدال منهجه

رعى مؤتمر «الصحوة .. المفهوم والإشكالات»

أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم، أن أعظم حدث تاريخي خلال القرن الهجري الرابع عشر هو قيام المملكة العربية السعودية، التي قامت على كتاب الله وسنة نبيه، مشيرا إلى أن هذا الأمر لم يكن بالأمر الهين، ولكن توفيق الله للمليك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل، جعل من هذا الأمر ميسراً بأمر الله تعالى، فعمد - رحمه الله - على جمع الناس وتوحيد القلوب المشتتة والمتفرقة.

جاء ذلك في كلمة سموه خلال افتتاحه مؤخراً، فعاليات مؤتمر «الصحوة: دراسات في المفهوم والإشكالات» الذي نظمته جامعة القصيم واستمر لمدة يومين بمشاركة نخبة من المختصين في المجالات الشرعية.

ودعا سموه خلال كلمته الجامعات والمفكرين إلى تبيان وسطية الإسلام واعتدال منهجه، دون إفراط أو تفريط، مشيرًا إلى أن بلاد الحرمين تحكم الشريعة الإسلامية السمحة، التي تكفل للجميع حقوقهم، وتعاقب المختل دون تمييز لجنس أو لون، مؤكدا أن هذا هو سر قوتها ومنعتها، ونحن بإذن الله متمسكون بشريعتنا السمحة، كما يؤكد على ذلك دائماً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين.

وشدد سموه على أهمية دور الجامعات ومحوريته في المسائل الفكرية، مشيرًا إلى أن جامعة القصيم تأتي في المقدمة بالعمل على رصد الأفكار وتحريرها من خلال الخطط العلمية والعملية وتحرير شباب الأمة من كل فكر منحرف، مجددًا الدعوة لإنزال نتائج وتوصيات هذا المؤتمر إلى الميدان والعمل على ذلك بالجد والاجتهاد خدمةً للدين والوطن، مقدماً الشكر لمعالي مدير الجامعة وجميع العاملين والمشاركين في هذا المؤتمر.

من جهته قال معالي مدير جامعة القصيم الدكتور عبدالرحمن الداود المشرف العام على المؤتمر: «إننا في مرحلة مهمة وحاسمة من التاريخ والمراجعة التي تمر به بلادنا سواء على المستوى الاقتصادي أو الفكري، لذا يأتي هذا المؤتمر العلمي الهام ليحاول أن يرسم لنا خارطة الوعي الصحيح والممارسات السيئة، وذلك عبر دعوة نخبة من العلماء والباحثين من أبناء مملكتنا الغالية، حيث سيتم من خلال محاوره مناقشة هذا المفهوم وتحرير هذا المصطلح المتلبس».

وأكد الداود أن الصحوة من أبرز المصطلحات التي تم تداولها قديماً وحديثاً في مجتمعنا، وتم من خلالها تمرير الكثير من الدلالات السلبية، إما في توظيف التدين نحو التطرف، أو نقد الممارسات الشرعية الصحيحة للتدين بوصفها مظهراً من مظاهر الصحوة، ولهذا كانت الحاجة ملحة إلى تناول هذا المصطلح والتعامل معه بطريقة علمية صحيحة، مضيفًا أننا اليوم وفي ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين –حفظهما الله- أحوج ما نكون إلى التصحيح والمراجعة، وألا نستنكف من الاعتراف بوجود الخطأ والتقصير، وأن تبذل قصارى جهدنا في حماية شريعتنا السمحة من تيارات الغلو والتشدد التي تستغل العاطفة الدينية لدى بعض شبابنا بتحويلهم إلى خناجر مسمومة تطعنُ في خاصرة وطننا الغالي.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA