زاوية آفاق أكاديمية

دكتوراه الإعلام.. نقلة نوعية

تأسس قسم الإعلام بجامعة الملك سعود عام 1392هـ الموافق 1972م، ضمن مجموعة أقسام كلية الآداب، وهو أول قسم للإعلام في جامعات المملكة، وحدد أهدافه في إعداد وتأهيل وتخريج كوادر إعلامية أكاديمية قادرة على تحمل مهامها ومسؤولياتها في عمليات التطوير والتنمية، وإعداد الكفاءات في المجالات الإعلامية المسموعة والمرئية والمقروءة، بحيث تكون مؤهلة علمياً ومدربة عملياً، ودراسة المشكلات العلمية الإعلامية ووضع المعالجات لها، إضافة لمواكبة التطور الكبير الذي تشهده الساحة الدولية في وسائل وأدوات الإعلام.

وكان القسم ولا يزال يسعى للمشاركة في خطط التنمية المختلفة في المجتمع باعتباره مشعل تنوير، وأداة ربط بين مؤسسات المجتمع المختلفة والوسيلة الناقلة المعبرة عن التغيرات التي تحدث في المجتمع، وخلق جيل إعلامي مستوعب للرسالة الإعلامية على أسس علمية للرقي بمستوى الأداء المهني، وهو ما انعكس في مواقع إعلامية مرموقة تسنمها أبناء القسم في مختلف المواقع الإعلامية في وطننا الغالي.

لم يستعجل قسم الإعلام في جامعة الملك سعود خطوة «الدكتوراه» التي استغرقت «46 عاماً»، حرصاً على أن يكون البرنامج مستوفياً للشروط والمعايير  ويحقق تميزًا ويضيف للحقل الإعلامي والتنمية في وطننا. ومن هنا كان توجه القسم منذ بداية التفكير في إعداد هذا البرنامج أن يأتي متمايزًا عن برامج الماجستير والدكتوراه في كل الجامعات العربية كافة ليمثل إضافة حقيقية ليس لسوق العمل فقط وإنما للبحث العلمي في المجال الإعلامي الأكاديمي، ومن ثم فقد وقع الاختيار بعد دراسات مطولة على أن يكون البرنامج لمنح درجة الدكتوراه في فلسفة الإعلام الرقمي فقط بمختلف تخصصاته حتى لا يصبح البرنامج إعادة إنتاج أو تكراراً لبرامج سابقة موجودة، سواء داخل المملكة أو غيرها من الدول العربية الأخرى، وهذا من أهم جوانب تميزه وتمايزه.

لقد لامست خطوة «إطلاق برنامج الدكتوراه في الإعلام» طموح وتطلعات شريحة كبيرة من منسوبي القسم والكلية والجامعة، ليؤكد مواكبة القسم للتطور الحاصل محلياً وعالمياً. كما كانت هذه الخطوة ملبية لطموحات وآمال منسوبي القسم وخريجيه ومحبيه والساحة الإعلامية.

ولا يفوتني الإشارة والإشادة بجهود الزملاء في لجنة برنامج الدكتوراه ورئيس القسم والشكر موصول لسعادة العميد لما قام به من أدوار مشكورة في بلورة ورعاية ودعم البرنامج ليظهر بالشكل الذي يليق بهذا القسم العريق ويخدم قطاعات كبيرة من الراغبين في استكمال دراساتهم العليا.. فضلاً عن التوسع الكبير في الجامعات والذي بحاجة إلى كوادر تملك المؤهل للقيام بأدوارها التعليمية والبحثية وخدمة توجهات الدولة رعاها الله في الحضور الإعلامي الكبير الذي تشهده، وذلك عبر رؤى استراتيجية يقوم بها كوادر مؤهلة علمياً وأكاديميًا.

ومن نافلة القول أن جامعة الملك سعود تمثل الثقل بين الجامعات السعودية في تأهيل الكوادر الوطنية في مجال الدراسات العليا، فقد قفزت برامج الدراسات من 100 برنامج عام 1435هـ لتصل اليوم 179 برنامجًا.. فضلاً أن استراتيجية الجامعة أن يكون 30% من إجمالي طلابها هم طلاب الدراسات العليا.

نبارك لأنفسنا ولمنسوبي القسم والكلية والجامعة وللمجتمع بشكل عام إطلاق برنامج الدكتوراه في الإعلام، ونطمح لما هو أكبر وأبعد من ذلك وهو أن يتحول القسم إلى كلية مستقلة شأنه في ذلك شأن العديد من الكليات التي انبثقت عن كلية الآداب، مثل كلية السياحة والآثار وكلية اللغات والترجمة، كما نأمل أن يواكب هذه الخطوة خطوات تطويرية شاملة تتمثل في استحداث برامج ومختبرات تتناسب مع عصر الثورة الرقمية في وسائل الاتصال.

د. عادل المكينزي

makinzyadel@ksu.edu.sa

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA