أفضل طرق الإقناع والتأثير بالآخرين

تُعد مهارات الإقناع والتأثير من أنفع الطرق في حل المشكلات وكسب ثقة الآخرين وإرساء القبول لديهم دون الحاجة إلى الترغيب المادي أو المعنوي أو ممارسة الضغوط غير المرغوبة لتحقيق هدف معين.

يقوم الإقناع أساساً على فن مخاطبة الجمهور أو مشافهتهم بهدف استمالتهم والتأثير عليهم، وهو من فنون التعبير عن الذات وإيصال الأفكار عبر خطاب معتمِد على طلاقة اللسان والقدرة على التعبير والبيان وترتيب الأفكار وتدفق المعاني والكلمات، ويختلف هذا الفن من شخص لآخر تبعاً للقدرات النفسية والمواهب التي يتمت بها كل فرد.

تقوم عملية التأثير والإقناع على ثلاثة عناصر، هي: المصدر والرسالة والمستقبِل، وبما أن المصدر هو الناقل للرسالة والمسؤول عن إقناع المستقبلين فيها، فإنه يقع على عاتقه الوصول إلى أفكارهم والتأثير فيهم بما يتناسب مع بيئاتهم ومستوياتهم العمرية والتعليمية ويراعي الفروقات بينهم، وعليه أن يتصف بالثقة والمصداقية والقدرة على استخدام أساليب متعددة ومناسبة للتأثير والإقناع، وعليه أن يُشكل رسالته بوضوح لا غموض فيه ولا تمويه؛ لتكون واضحة الهدف، مرتبة الأفكار، مناسبة العبارات، مدعمة بالأدلة والبراهين، بعيدة عن الخلل والجدل والاستعلاء.

أول وأهم أسباب الإقناع والتأثير في الآخرين أن تمتلك القناعة التامة بالفكرة التي تسعى لنشرها وأن تكون عميق الإيمان بأهدافها ومبادئها؛ إذ إن التخبط والتوسط في قناعتك بفكرتك يعكس ضعف الفكرة وسطحيتها؛ مما يؤدي إلى عدم اقتناع المستقبلين لها أو تشوه الرسالة ذاتها.

تجنَّب التعميم والشمول، وحافظ على نسبية المعاني واجعل ألفاظك واضحة ومحددة تستهدف تفسير الفكرة وإظهارها كهدف أساس في الحوار دون التشتيت بالعموميات، واجتنب الجدال والمناكفات والاستقواء المفجر للخصومات، فصاحب الفكرة مسؤول عن نقلها بود ولطف بعيداً عن التفرد والاحتفال بالقدرة على الإثباتِ، وعليه أن يقيم الحجة بالدليل والتيسير وكسب القلوب بدلاً من استعدائها.

حافظ على إرسال الجمل بصيغة التشويق والإثارة بعيداً عن التخويف والضغط وفرض السلطة والرأي، وحافظة على استمرار الاتصال الجيد بالمُستقبِل، واربط نهايات تعليقه ومداخلاته ببدايات حديثك؛ ما يضمن تولد الشّعور بالاحترام والاهتمامِ من قبل المستقبل، فيسهل عملية استقبال المعلومات وتبنِّي الأفكار والطروحات.

أشعر المستقبِل بجديتك في البحث عن الحقيقة وبالسرور عند استقبال الحقائق من طرفِه، فليس المهم أن تثبت أنك على صواب، بل الأهم أن يصل الجميع إلى نتيجة حقيقية ومنطقية خاليةٍ من الانتصارات الشخصيَّة والاستقواءِ التنافسي.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA