سين وجيم

ما هو العقل الباطن وما سر قوته؟

يتحدث بعض علماء النفس عن العقل الباطن باعتباره لؤلؤة مدفونة داخل النفس البشرية تحتاج إلى من يكتشفها، فقد طلب الفيلسوف سقراط من الإنسان الغوص في أعماق نفسه البشرية؛ ليَعرِف ذاته بنفسه دون الرجوع إلى نظرية معينة أو قانون ما، فذاته هو أعلم بها من غيره.

والحق أن الإنسان يمتلك عقلاً واحداً؛ إلا أن هذا العقل يتسم بسمتين مختلفتين، ويقوم بمهمتين غير متشابهتين، ولكل مهمة ميزة تجعلها مختلفة عن الأخرى، ويمكن إطلاق لفظ العقل المُحِسّ والعقل غير المُحِس عليها، أو ما يُعرف بالعقل الواعي و العقل الباطن، وكذلك هما العقل الإرادي عند الإنسان والعقل اللاإرادي لديه.

وقد شبه جوزيف ميرفي عقل الإنسان بالحديقة التي يبذر الإنسان فيها البذور التي يريد زراعتها في هذه الحديقة، وهذه البذور هي الأفكار التي يدخلها إلى عقلهِ، فإن كانت البذور جيدة كان المحصول جيداً، وأنبتت الحديقة زهوراً جميلةً، وكذلك العقل الباطن إذا أدخل الإنسان إليه الأفكار الإيجابية الرائعة، فإنّ محصوله سيكون رائعاً.

إن العقل الواعي هو الذي يُحدد ما يُخرجه العقل الباطن من أفكار وتصورات، سواء كانت إيجابيةً أم سلبية، سليمةً أم فاسدة، وعلى الإنسان أن يُدرك حقيقةً مهمّة وهي وجود الانسجام والازدواجية، بين العقل الواعي والعقل الباطن؛ فعند تفكير الإنسان بطريقة صحيحة ومعرفةٍ جيدة للأفكار التي تم إدخالها إلى العقل الباطن، وأنّ هذه الأفكار جيدة فيها كل الانسجام وخالية من الاضطراب؛ فإنّ القوى الداخلية العجيبة للعقل الباطن سوف تُخرج أوضاعاً سلمية وظروفاً مناسبة، وبالتالي يمكن للإنسان التحكم بعقله الباطن، واستخدامه في حل المشكلات والصعوبات التي تواجهه.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA