طلبة المنح في جامعاتنا 

زاوية: بقعة ضوء

 

 

 

 

كتب معالي الدكتور غازي القصيبي، رحمه الله، في كتابه «حياة في الإدارة» حول موضوع إعطاء منح دراسية لمواطني الدول الصديقة في الجامعات السعودية، وذكر أن منح الطلبة الوافدين فرصة ليدرسوا ثم يتخرجوا ويعودوا لأوطانهم، فإن الوطن بهذا يكسب صديقًا له مدى الحياة ومكانة في دولة أخرى، وهو يرى أن التوسع في إعطاء المنح الدراسية للمتميزين من أبناء الدول الصديقة في كافة التخصصات، وليس فقط للعلوم الشرعية واللغة العربية، سياسة ناجحة من جوانب متعددة.

وقد تم مؤخرًا فتح باب التقديم على القبول في الدراسات العليا في الجامعة في مختلف الكليات والتخصصات، ولكل درجات الدراسة من ماجستير ودكتوراه وطلبة وطالبات ومن كل الجنسيات.

الطلبة والطالبات الأجانب الذين يُقبلون في الدراسات العليا في الجامعات السعودية في غالب الظن يعطون فرصة عمل إضافية بأن يعملوا في الجامعة كباحثين في نفس تخصصاتهم أثناء الدراسة، وبذلك من الممكن أن يكون لهم الاستطاعة النظامية والقانونية بأن يأتيهم دخل إضافي يغطي مصاريف الحياة لهم ولعوائلهم.

من معاينتي الشخصية، فإن الطلبة الذين يُقبلون في جامعة الملك سعود للدراسة هم في الواقع على قدر عال من التميز العلمي والبحثي ولذلك نجد أنهم على رأس قوائم الفائزين في المسابقات البحثية والعلمية التي تجريها الجامعة سواء على مستوى الكليات أم على مستوى الجامعة نفسها.

إيجاد مزيج بين طلبة الوطن والطلبة من أبناء الدول الأخرى في التعليم العالي والبحث العلمي سيحدث تمازجاً في الثقافات والتعليم وسيوقد التنافس بين الطلبة على مستوى جنسياتهم وتنوع تعليمهم العام السابق ويرفع مستوى أداء التعليم.

أعتقد أنها سياسة ناجحة أن تقوم جامعاتنا وخاصة الناشئة والنائية منها، باستقطاب الخريجين من طلاب المنح المتخرجين في الجامعات السعودية بدلاً من البحث والتوظيف مباشرة من الدول الأجنبية، وفي اعتقادي أن المستوى الأكاديمي والبحثي لمثل هؤلاء الخريجين لن يكون أقل من مستوى خريجي جامعات أجنبية كثيرة.

 

أ. د. يوسف بن عجمي العتيبي

كلية علوم الحاسب والمعلومات

وكيل الكلية للدراسات العليا والبحث العلمي 

yaalotaibi@ksu.edu.sa

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA