سارة القحطاني: كل اختراع يبدأ بفكرة ويتطور بشغف

حققت إنجازًا علميًا وساهمت في تطوير خلية شمسية
لدي العديد من الأبحاث العلمية الطبية وحالياً مهتمة بعلم الجينات وهندستها
أفكر في استخدام تقنية كريسبر وأطمح بابتكار طبي يجمع بين الطب والهندسة

 

 

 

 

 

 

حوار: دلال الهذال- أمل القرني

 

 

سارة القحطاني طالبة في كلية الطب، حققت إنجازًا علميًا بمساهمتها في تطوير الخلية الشمسية عام 2014، حصدت جوائز محلية وعالمية وشاركت في مهرجان قوقل للعلوم وحصلت على فرصة تدريبية مع فريق البروفيسور James Harris في جامعة ستانفورد الأمريكية لمدة 3 شهور بتمويل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وعمرها كان لا يتعدى 19 عاماً، ولديها حالياً العديد من الأبحاث العلمية الطبية ومهتمة بعلم الجينات وهندستها وبالجمع بين الطب والهندسة، تؤمن بأن كل اختراع يبدأ بفكرة ثم بشغفك تستطيع تطويره، وفي هذا اللقاء تتحدث عن إنجازها وكيف توصلت إليه وكيف حصلت على الدعم والعقبات التي واجهتها.

 

- حدثينا عن البدايات؟

كنت في الخامسة عشرة من عمري حين طلبت إحدى المعلمات أفكارًا لاختراعات جديدة كمشروع للفصل الدراسي، فكانت فرصتي لأظهر الأفكار التي أدونها دائمًا في دفتري الصغير، وكانت مجرد فكرة ولم أعتقد أنها مفتاح لوصولي لفرص أخرى عظيمة، وقد وجهتني معلمتي «دلال» لإدارة الموهوبات لعرض المشروع وبناء على ذلك تم تسجيلي في اختبار «مقياس موهبة» الذي يدعم الموهوبين، فلن أنسى جميلها.

 

- ما أول اختراع تمكنت من تحقيقه؟

حين كنت في السابعة عشرة شاركت في مسابقة الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي أنا وصديقتي حصة الدحيلان ببحث علمي عن «استخدام الألوفيرا كعازل حراري»، حيث قمنا باستخلاص الكيوتين من نبتة الصبار وجعلها كطلاء عازل، وعملنا على هذا المشروع في معامل جامعة الملك سعود تحت إشراف البروفيسور أماني عواد، وبعد التوصل إلى النتيجة المتوقعة حصلنا على المركز السادس على مستوى المملكة والميدالية البرونزية في معرض جنيف الدولي ولله الحمد.

 

- بعد نجاحك في اختراعك الأول، هل فكرت باختراع آخر؟

بالتأكيد، تجربة الأولمبياد أصبحت أميل أكثر للأبحاث العلمية فشاركت ببحث علمي آخر لكن هذه المرة لوحدي، فبعد قراءتي للعديد من الأبحاث في مجال الخلايا الشمسية جاءتني فكرة تطوير مادة الجرمانيوم في الخلايا الشمسية متعددة الوصلات، ولدقة هذه الأبحاث تواصلت مع مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة ولقيت تعاوناً واهتماماً شديدين من قبلهم، فعملنا سوياً وعند مرحلة التنفيذ قمنا بالتعاون مع شركة Solar Junction، وهي الشركة التي سجلت أعلى كفاءة للخلايا الشمسية في ذلك العام، وقمنا باختبار فرضية البحث عن طريق برنامج محاكاة لنرى النتيجة النهائية لعملنا، وكانت النتيجة مرضية جداً فقد استطعنا في عملنا هذا أن نزيد كفاءة الخلية بنسبة 2.2٪ ورغم أنني لم أنفذها على أرض الواقع إلا أن نتيجة العمل كانت كفيلة لأن أحصل على المركز الرابع على مستوى المملكة.

 

- وماذا عن مشاركاتك وتجاربك العالمية؟

شاركت في مهرجان غوغل للعلوم على مستوى العالم، وكانت المسابقة على ثلاث مراحل، الأولى مرحلة التقديم والثانية يرشح فيها 90 متنافساً من المتقدمين والثالثة والأخيرة يتم اختيار 1٥مرشحاً للمنافسة النهائية، وقد تم اختياري ضمن ٩0 متنافساً على مستوى العالم، وكانت فرحتي عظيمة رغم أنني لم أتأهل للمرحلة التالية، إلا أن مجرد اختياري ضمن ٩0 متنافساً حول العالم كان كفيلاً بتشجيعي وشحذ همتي لمنافسات أخرى عالمية، حيث تم تكريمي من قبل قوقل ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في مقر المدينة الرسمي، وهذه الخطوة شكلت دعمًا معنويًا كبيرًا لي.

 

- وماذا بعد؟

بعد عدة أشهر، تواصلت مع رئيس الشركة التي سبق لنا التعاون معها للاستفسار عن أمر متعلق بالمشروع وسألته عرضيا عن فرص تدريبية في ذات المجال، فطلب مني إرسال سيرتي الذاتية وبعد يومين أخبرني بأنه عرض سيرتي على البروفيسور James Harris في جامعة ستانفورد الأمريكية ويمكنني العمل في فريقه لمدة 3 شهور، وبعد حصولي على هذه الفرصة، تواصلت مع أكثر من جهة للحصول على الدعم المالي، ومن ضمنهم مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الذين قدموا لي دعماً مادياً كاملاً، وبدأت رحلتي إلى أمريكا وأثناء تدريبي استشعرت التطور الكبير الذي وصلت له حيث كنت قبل عام أحمل مجرد فكرة، والآن أقف أمام النخبة وجميع من في الفريق طلاب دكتوراه وأنا لم يتجاوز عمري حينها التسعة عشر عامًا.

 

- كيف تصفين لنا تجربتك هناك؟

في الشهرين الأولين عملت معهم على أكثر من مشروع، وفي الشهر الأخير بدأت أعمل على تصنيع الخلية الشمسية، وقد استغرق مني ذلك أسبوعين لعمل الخلية من الصفر، بداية من تصميمها إلى اختبارها، والحمد لله عدت إلى أرض الوطن حاملة إنجازي بيدي وعرضته على نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية سابقًا الدكتور تركي آل سعود الذي وافق على دعمي ماديًا من قبل المدينة أثناء رحلتي.

 

- هل تعملين على اختراع جديد؟

لدي العديد من الأبحاث العلمية الطبية ومهتمة حالياً بعلم الجينات وهندستها وتوجد لدي فكرة باستخدام تقنية كريسبر. كما أطمح لتجديد مجال الطب وأن أجمع بين الطب والهندسة في آن واحد، كذلك أؤمن بأن الشخص يجب ألا يربط نفسه في مجال واحد، فعندما يكون لديه خبرة في أكثر من مجال يستطيع أن يظهر بابتكار يعيد ترتيب المفاهيم العلمية.

 

- يوجد مواهب كثيرة في المجتمع لا تجد التشجيع، ما نصيحتك لهم؟

كل شيء متوفر، لكن على الشخص أن يبدأ دراسة فكرته وإمكانية تنفيذها وأن يعد مقترحًا كاملاً بذلك وبعده يتجه للجهات الداعمة كالجامعات ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وفي جامعتنا توجد عمادة البحث العلمي التي تقدم الدعم المادي والعلمي للباحثين، وكذلك توجد برامج مخصصة لطلاب مرحلة البكالوريوس، كذلك يوجد مركز الابتكار وتتوزع وحداته في جميع الكليات العلمية والصحية، وإن كانت هناك نصيحة أستطيع تقديمها فهي «لا توجد طرق مختصرة للوصول كل ما عليك فعله هو أن تمضي في هذا الطريق وأن تصنع من جذع يعترض طريقك شعلة تضيء لك بقية الدرب وتذكر بأن لكل شخص قصة فريدة من نوعها فاصنع خاصتك»!

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA