الضغوط النفسية وكيفية مغالبتها «1-2»

 

ما هو الضغط النفسي «واستجابة الضغط النفسي»؟

هو إجهاد وإرهاق يصيب الشخص نتيجة شعوره بأنه «مُحمل فوق ما يحتمل» من مهام، ومليء بأعباء كثيرة، ومتوتر، ومهموم؛ ويحصل غالباً حينما نواجه مواقف نشعر بأننا لا نستطيع التصرف فيها بكفاءة. وله عموماً نوعين: حاد ومزمن.

الضغط النفسي الحاد والضغط النفسي المزمن:

الضغط النفسي الحاد هو ما يستمر لفترة زمنية محدودة. ومن ذلك مثلاً، ما يحصل قبل الاختبارات، أو التقدم لخطبة فتاة، او أي ظرف مماثل. وينقضي الضغط بعد انتهاء الموقف. فبعد انتهاء الموقف يعود الجسم بسرعة إلى ما كان عليه. وهذا يتوقف إلى حد كبير على طريقة تعامل الشخص مع الموقف الضاغط، واستجابة الضغط. وللضغط النفسي الحاد منافع للجسم والمخ، إذ يوفر فرصة للتدرب وممارسة ردود الفعل التكيفية، ما يهيئ الشخص للتعاطي مع التحديات مستقبلية.

أما الضغط النفسي المزمن، فهو ما يستمر لفترة طويلة من الزمن، ولا يزول من تلقاء نفسه. ويغلب أن يظهر هذا النوع من الضغوط في مواقف كالأزمات المالية الشخصية المستمرة، أو الانعزال الاجتماعي الذي لا يرغب فيه الشخص والوحدة النفسية، أو الأمراض المزمنة غير المُتكيف معها، أو رعاية شخص يحتاج لكثير من المهام، أو العمل كثير المهام، أو الإقامة في بيئة غير آمنة كالحروب، أو في وجود عنف منزلي، ونحو ذلك. وتعود صعوبة التعاطي مع هذا النوع من الضغط، كونه تصاعدياً. أي أن الضغوط تتفاقم فوق بعضها البعض، دون أن يمتلك الشخص القدرة أو الوقت على التعامل معها، فتتزايد عليه بشكل لا يملك معه حولاً ولا قوة. 

مظاهر الضغوط النفسية:

حينما نواجه مواقف ضاغطة في حياتنا، ونُدرك هذه المواقف على أنها «مُهددة» لنا على نحوٍ  ما؛ يتفاعل الجسم مع ذلك بتنشيط جهازنا العصبي. وينتج عن هذا التنشيط إفراز هرمونات معينة تساعدنا في الاستجابة، هي الإدرينالين والكورتيزول. تتسبب هذه الهرمونات بتغيرات في الجسم، كتصاعد معدل نبض القلب وارتفاع الضغط وتحفز العضلات. فيتزايد التنفس ومعدل الهضم لدينا، وتتسع حدقة العين، ونتعرق أكثر. تساعدنا هذه الاستجابات على التصرف بسرعة وفعالية مع الموقف الضاغط، بما يوفر لنا الخلاص منه. وهذه هي أغلب المظاهر الجسمية للضغط النفسي الحاد. 

أما إن استمر الضغط لفترة طويلة، فتظهر حينما علامات أخرى؛ وهذه هي علامات الضغط النفسي المزمن، وهي مظاهر جسدية ومظاهر نفسية. ومن المظاهر النفسية: الهم والانشغال والخوف والغضب والبكاء وسهولة الانفعال «النزق» والتوتر والعجز، وكذا صعوبات في التركيز والتذكر.

 ومن المظاهر الجسدية: خفقان القلب، والشعور بالتعب، ومشاكل في النوم والأرق، واعتلال وانزعاج في البطن، والإسهال، والصداع المتكرر، وآلام وتوتر العضلات، وضعف المناعة، وارتفاع ضغط الدم.  

ويجب التنبيه على أنه ليس بالضرورة أن تحدث كل هذه المظاهر معاً، فالأمر يختلف من شخص إلى آخر. 

 

ليست الضغوط النفسية «سلبية» بالمطلق!

مع أنه يُنظر له على أنه سلبي، إلا أن بعض الضغط النفسي مفيد، وضروري لإتمام مهام حياتنا اليومية. فمقدار «معقول» من الضغط النفسي ضروري لحياتنا، ولكن الكثير منه مُضر. انظر الشكل التالي:

 

 

 

 

 

 

يحصل الضرر حينما يصل الضغط النفسي إلى مستوى عالٍ ومزمن، على نحو تتعطل معه قدرتنا على العمل والإنجاز. فإن استمر الضغط النفسي واستجاباته لمدة طويلة نسبياً، ينتج عنه حينها أضرار نفسية وجسدية. 

ونتطرق في الجزء الثاني من هذه المقالة لفنيات التعامل مع الضغوط النفسية.

د. أحمد الشايع – قسم علم النفس

 

إشراف اللجنه الدائمة لتعزيز الصحة النفسية بالجامعة

 

للتواصل مع الوحدات التي تقدم خدمات الصحة النفسية بالجامعة: 

- وحدة الخدمات النفسية بقسم علم النفس بكلية التربية- هاتف: 0114674801

- مركز التوجيه والإرشاد الطلابي بعمادة شؤون الطلاب- هاتف: 0114973926

- وحدة التوجيه والإرشاد النفسي بعمادة شؤون الطلاب- هاتف: 0114673926

- الوحدة النفسية بقسم علم النفس بالمدينة الجامعية «طالبات»- هاتف: 0532291003

- قسم الطب النفسي بمستشفى الملك خالد الجامعي- هاتف: 0114672402 

- مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي- هاتف: 0114786100

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA