الدافعية أصل السلوك الإنساني

 

 

يعد موضوع الدافعية للإنجاز من أكثر الموضوعات التي أثارت اهتمام علماء النفس وبالتحديد المختصين بدراسة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي والصناعي، ويشير مصطلح الدافعية «Mativation» إلى مجموعة الظروف الداخلية والخارجية التي تحرك الفرد من أجل إعادة التوازن الذي اختل.

فالدافعية بهذا المفهوم تشير إلى نزعة للوصول إلى هدف معين، وهذا الهدف قد يكون إرضاء حاجات داخلية أو رغبات داخلية، أما الحاجة فهي حالة تنشأ لدى الكائن الحي عند انحراف أو حيد الشروط البيولوجية أو السيكولوجية اللازمة المؤدية لحفظ بقاء الفرد.

ويمكننا القول إن الدافع هو الجانب السيكولوجي للحاجة، ومن الواضح أن الدوافع لا يمكن ملاحظتها مباشرة وإنما يستدل عليها من الآثار السلوكية التي تؤدي إليها، ومن هذا المنطلق  يمكننا القول إن الدوافع عبارة عن مفهوم أو تكوين فرضي.

إن دراسة دوافع السلوك الإنساني تزيد من فهم الإنسان لنفسه ولغيره، وذلك لأن معرفتنا بأنفسنا تزداد إذا عرفنا الدوافع المختلفة التي تحركنا أو تدفعنا إلى القيام بأنواع السلوك المتعددة من سائر المواقف والظروف، كما أن معرفتنا بالدوافع التي تدفع الآخرين إلى القيام بسلوكهم تجعلنا قادرين على فهم السلوك وتفسيره.

وقد درج العلماء بغض النظر عن التسمية التي يطلقونها على الدوافع، إلى تقسيم الدوافع إلى قسمين: دوافع أولية، ودوافع ثانوية «بيولوجية – نفسية»، فالأولية كالحاجات الإنسانية البيولوجية كالجوع والعطش، والثانوية كالتملك والاحترام والتفوق والسيطرة. 

وتلعب الدوافع دوراً كبيراً في حياة الإنسان، والدافعية للإنجاز هو ما يمكن أن نطلق عليه السعي نحو الأفضل أو السير في طريق التميز، فهي حالة داخلية تدفعنا إلى المحاولة الجادة للقيام بعمل جيد، والنجاح في ذلك العمل.

وهذه الرغبة - كما يصفها مكليلاند أحد كبار المشتغلين في هذا الميدان- تتميز بالطموح، والاستمتاع في مواقف المنافسة، والرغبة الجامحة للعمل بشكل مستقل، وفي مواجهة المشكلات وحلّها، وتفضيل المهمات التي تنطوي على مجازفة متوسطة بدل المهمات التي لا تنطوي إلا على مجازفة قليلة، أو مجازفة كبيرة جداً.

والحوافز والدوافع مصطلحان على علاقة وثيقة ولهما صلة ببعضها البعض بشكل قوي، وذلك لأن الحافز لا يستثير الدافع فقط بل يوقظ معه المشاعر التي قد تصاحب إرضاء الدافع، ويمكن تشبيه الحافز بالمثير الخارجي الذي يوقظ في نفس الفرد دوافع كأنه يحاول أن يخاطبها. 

شيماء المزيد- الجوهرة آل الشيخ

قسم الإعلام

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA