برمجة لاشعورية للسلوك

لا تخلو الحياة من أيام مترعة بالمسرات وأخرى محملة بالآلام، والشخص الناجح هو من يقتنص من تلك الأيام سويعات يعطي فيها لذاته التي تسكن في أعماقه حقها من الحوار ولغة التبادل المعطاءة والبرمجة الفاعلة في الأداء المبدع، ويثريها بباقات لا تنتهي من الأمنيات والتطلعات في استراتيجيات سلوكية متواترة من الاجتهاد والمثابرة.
إن مراجعة الذات والتأمل في أحوالها تكسر الكبت وتصقل النفس وتشحنها إيجابيا بالآمال والتطلعات وتزيح هموم الماضي وإخفاقاته بعيداً عن مسرح الحياة وتوقظ آمال الحاضر وتحدياته بعزم وقوة وتطلع للإنجاز، وهنا تبرز أهمية برمجة اللاشعور في ضوء معالجات تأملية مشحونة بالفكر الإيجابي وبرامجه في تغذية الذات سيكولوجيا، بحيث يغدو في دينامية تتوقد طموحا وإبداعا.
لذلك، يجب برمجة الذات وفق قوانين الجذب والإيجابية مع الآخر والانسحاب من مواطن السلب أو بذل الطاقة في تحويل السلب إلى إيجاب، من خلال بذل طاقات التأثير في الآخرين من خلال الإيحاء الروحي والجسدي مع الآخر والخروج من دائرة القهر الذاتي والسلب في التعاطي مع الحياة، وهذا يقتضي ذاتا فاعلة حرة من الاستلاب، وإيجابية في طاقات التعاطي مع التحديات، ومتفائلة معطاءة في مواجهة مواقف الحياة.
إن الهندسة الفاعلة للذات تمنحك مساحات بلا حدود في قيادة عوالم اللاشعور نحو الإيجاب والعطاء، وتملك بمقتضاها السيطرة الفاعلة على منظومة أفكارك ومشاعرك من خلال توجيه تصوراتك وإدراكك نحو الإيجابية المطلقة ولغة الإبداع في الحياة، والتخطيط الفاعل لاستراتيجيات سلوكية منظمة، تشكل معطيات السلوك المنشود وتصيغ لك مهارات الأداء الإنسانية الإيجابية في ذاتك الخاصة وكذلك في ذوات الآخرين.

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA