آفاق أكاديمية

عام جديد وانطباع إيجابي

مع بداية العام الجامعي الجديد أتوجه بعبارات التهنئة والتقدير والتبريكات لإدارة الجامعة ومنسوبيها وطلابها وطالباتها، وأخص بالذكر زملائى أعضاء وعضوات هيئة التدريس من أساتذة ومحاضرين ومعيدين، في انطلاقة حيوية مع أبنائنا الطلاب والطالبات مستصحبين الرسالة العظيمة التي يحملها عضو هيئة التدريس تجاه بناء جيل يخدم وطنه وأمته.
من أهم المحطات التي عشناها عندما كنا طلابًا هو اللقاء الأول الذي صافحت  فيه أبصارنا أساتذتنا  في أول يوم دراسي، حيث يتشكل الانطباع الأول عن الأستاذ والمادة التي يدرّسها بل واتجاهنا نحو التخصص.
وهذا يستدعي الاهتمام باللقاء الأول أو المحاضرة الأولى لما له من أثر كبير في نفس الطالب طيلة الفصل الدراسي وربما طيلة مرحلة الدراسة الجامعية؛ فإن كان انطباعاً إيجابياً فإنه سيؤدي تلقائياً إلى تقبل الطلاب وحبهم للمادة والأستاذ الذي يدرّسها، وإن كان سلبياً فإنه سيؤدي إلى نفور الطلاب من المادة وربما من التخصص وإعراضهم عنها وعن الأستاذ الذي يدرّسها.
يعتقد البعض أن الانطباع الأول الذي يكوّنه الآخرون عن شخص ما، يعتمد على اسمه أو منصبه أو ذكائه أو خبرته أو تمكنه من المحتوى فقط، لكن دراسات متخصصة أشارت إلى أن الانطباع الأول يعتمد على ثلاث ركائز أساسية ويحتاج لمدة زمنية لا تزيد عن عشر ثوان، ويتكون تبعاً لما يراه الآخرون أو يسمعونه خلال تلك الثواني الأولى.
«آمي كدي» عالمة نفس اجتماعي في جامعة هارفارد للأعمال، أوضحت أن صفتين أساسيتين هما المصداقية والثقة، تشكّلان في مجموعهما ما بين 80 - 90 بالمئة من الانطباع الأول. أما «روبرت لونت» أستاذ مساعد في جامعة أوهايو فيرى «أن الانطباع الأول يُعدّ مهماً للغاية إن كنتَ تنوي بناء علاقة دائمة من الثقة».
أحد السبل لضمان انطباع أولي جيد هو الاهتمام بصورتك أمام الناس، فحسب معهد «Image Consulting Business» فإن «إدارة المظهر الشخصي ومراقبة تأثير مظهرك على نفسك والآخرين وعلى قدرتك على إنجاز أهدافك، هي عبارة عن علم وفن يجمع بين اللباس والهندام الشخصي ولغة الجسد وآداب السلوك ومهارات التواصل الصوتي.
ومن أهم العوامل المؤثرة في هذا الانطباع، الكلمة الطيبة والابتسامة الجميلة والهندام اللائق، ويتم من خلالها تقييم سلوك، وأسلوب وكلمات الطرف الآخر، وهذه قد تهدم أو تبني نفساً، وقد تشجع أو تحبط إنساناً، وهي المفتاح لما بعدها.
الركائز الثلاث التي تضمن الحصول على انطباع إيجابي جيد تتمثل أولاً في لباسك الشخصي ومدى ملاءمته مع الصورة الشخصية المناسبة التي تود أن تنعكس عنك، وثانياً ما تتمتع به من مهارات التواصل اللفظية لديك، فيجب أن تكون المعلومات المتوفرة لدي المحاضر مصحوبة باستراتيجيات تواصل فعالة، فنحن بحاجة إلى أن نتحدث بوضوح وبأسلوب مهنيّ ووتيرة ومستوى صوت مناسبين.
ثالثاً مهارات التواصل غير اللفظية «Non verbal Communication»، ومن ذلك مهارات التواصل الجسدية، مثل المصافحة بشكل ثابت، والتواصل البصريّ الفعال، ورسم ابتسامة لطيفة على الوجه، والتركيز مع الشخص الذي تتحدث معه.
مع تمنياتي للجميع بعام جامعي مليء بالتوفيق والنجاح، أدعو نفسي وزملائي من أعضاء وعضوات هيئة التدريس وكذلك الموظفين والموظفات ممن هم على تماس مباشر مع الطلاب والطالبات، للحرص على إعطاء انطباع إيجابي عنهم شخصياً وعن المادة أو الخدمة التي يقدمونها والمنشأة التي يمثلونها.
وهنا لا يفوتني الإشارة إلى أدوار مميزة لعمادة تطوير المهارات عبر ما تقدمه من دورات تخصصية تزود عضو هيئة التدريس بأحدث ما توصل إليه العلم في مهارات التعلم وتكنلوجيا التعليم، فكان لها الأثر  في الرفع من أداء عضو هيئة التدريس بما يعزز جودة عملية التعلم وتدعيم مسيرة التعليم في هذا الصرح الأكاديمي العملاق.
د.عادل المكينزي
Makinzyadel@ksu.edu.sa

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA